الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #

صفحة 167 - الجزء 1

  رحمكم الله، فبايعوه ترشدوا وتصيبوا، ثم قال: ابسط يدك يا ابن رسول الله أبايعك، فبسطها فبايعه، ثم تبعه العيون من أهل الفضل.

  وروينا عن أبي بكر الهذلي قال: أتى أبا الأسود الدؤلي نعي أمير المؤمنين وبيعة الحسن بن علي @، فصعد المنبر فخطب الناس، ونعى عليا # وقال في خطبته: إن رجلا من أعداء الله المارقة في دينه اغتال أمير المؤمنين كرم الله وجهه ومثواه في مسجده، وهو خارج لتهجّده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر فقتله، فيا لله من قتيل! وأكرم به وبروحه من روح! عرجت إلى الله بالبر والتقوى، والإيمان والهدى، ولقد أطفأ نور الله في أرضه، لا يضاء بعده، وهدم ركنا من أركان الإسلام لا يشاد مثله، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين، و # ورحمة الله يوم ولد، ويوم قتل، ويوم يبعث حيا. ثم بكى حتى اختلجت أضلاعه، ثم قال: وقد أوصى بالإمامة إلى ابن رسول الله ÷ وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه، وإني لأرجو أن يجبر الله به ما وهي، ويسد به ما انثلم، ويجمع به الشمل، ويطفي به نيران الفتنة، فبايعوه ترشدوا، فبايعت الشيعة كلها، وهرب قوم فلحقوا بمعاوية.

  ولما فرغ الحسن # من كلامه الذي تقدم، قام عبد الله بن العباس @ يدعو الناس إلى بيعته ويأخذها عليهم، وأسرع الناس إلى بيعته، فبايعه:

  قيس بن سعد بن عبادة، وسليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجبة الفزاري، وسعيد بن عبد الله الحنفي، وحجر بن عدي، وعدي بن حاتم، وكان يقول للرجل: تبايع على كتاب الله وسنة نبيه ÷ سلم من سالمت، وحرب من حاربت، فعلموا أنه يريد الجدّ في الحرب، وكان أمير المؤمنين # قد أوصاه بذلك عند وفاته، ووردت عليه بيعة أهل مكة والمدينة وسائر الحجاز والبصرة واليمامة والبحرين والعراقين، وزاد # المقاتلة عند البيعة مائة مائة، فتبعه الخلفاء