ذكر بيعته #
  على ذلك، وهو أصل ما يسمى الآن مال البيعة.
  وكتب # إلى العمال يقرّهم في أعمالهم، وبسط فيهم العدل، واستقامت له النواحي إلا الشام والجزيرة ومصر، قال أبو الفرج الأصفهاني: ودسّ معاوية لعنه الله رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من بني القين إلى البصرة يكتبان إليه بالأخبار، فدلّ على الحميري عند لحام جرير، ودلّ على القيني بالبصرة في بني سليم فأخذا وقتلا.
  وكتب الحسن # إلى معاوية لعنه الله أما بعد: فإنك دسست إليّ الرجال كأنك تحب اللقاء، وما أشكّ في ذلك فتوقّعه إن شاء الله تعالى، وقد بلغني أنك شمتّ بما لا يشمت به ذوو الحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:
  قل للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تجهّز لأخرى مثلها فكأن قد
  وإنا ومن قد مات منّا لك الذي ... يروح فيمسي في المبيت ليغتدي(١)
  فأجابه معاوية، أما بعد: فقد وصل كتابك وفهمت ما ذكرت فيه، ولقد علمت بما حدث، فلم أفرح، ولم أشمت، ولم آس، وإنّ علي بن أبي طالب لكما قال أعشى قيس بن ثعلبة:
  فأنت الجواد وأنت الذي ... إذا ما القلوب ملأن الصدورا
  جدير بطعنة يوم اللقا ... ء تضرب منها النساء النحورا
  وما مزبد من خليج البحور ... يعلو الأكام ويعلو الجسورا
  بأجود منه بما عنده ... فيعطي المئين ويعطي البدورا(٢)
  وكتب الحسن # إلى معاوية مع جندب بن عبد الله الأزدي:
(١) الاغتداء: الغدوّ، وغداه، فتغدى. مختار الصحاح ص ٤٧٠.
(٢) المقاتل ص ٥٢.