عماله #:
  وروي أنه لما احتضر # بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أقدم على سيد لم أره، وأسلك طريقا لم أسلكها، أخرجوا سريري إلى صحن الدار حتى انظر في ملكوت السماوات والأرض.
  وتوفى # بالمدينة، وله سبع وأربعون سنة، وقيل: ست، وقيل: خمس.
  وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة تسع وأربعين، اختلفوا في تأريخ موته حسب اختلافهم في مبلغ عمره.
  وكان # قد أوصى أن يدفن إلى جنب رسول الله ÷ إلا أن يخاف أن يراق محجمة من دم، فلما سمعت عائشة بذلك، ركبت بغلا واستنفرت بني أمية، وفيها يقول القائل:
  فيوما على بغل ... ويوما على جمل
  فجمع مروان من هناك من بني أمية وأتباعهم الأوغاد الطغاة، وبلغ ذلك الحسين ابن علي @ فجاء هو ومن معه في السلاح ليدفنوا حسنا في بيت النبي ÷، وأقبل مروان وأصحابه وذويه، وهو يقول: يا ربّ هيجا هي خير من دعة، أيدفن عثمان في البقيع، ويدفن الحسن بن علي في بيت النبي ÷؟
  والله لا يكون ذلك وأنا أحمل السيف، فلما كادت الفتنة تستعر والحسين # يأبى أن يدفنه إلا مع النبي ÷، فكلمه عبد الله بن جعفر، ومسور بن مخرمة، ليدفنه في البقيع، وقال له عبد الله بن جعفر: إنه عهد إليّ أن أدفنه في البقيع، بحقي عليك عزمت ألا تكلّمني بكلمة فمضى هنالك، واتصل الخبر بمعاوية بن أبي سفيان، فاستحمد مروان على ذلك، فقال مرتين: أيّها مروان أنت! وحكي عنه أنه قال: إن يك ظني بمروان صادقا لن يصلوا إلى ذلك أبدا، فدفن # في البقيع، وقبره هنالك ظاهر مشهور، وقال الحسين بن علي @ يرثي أخاه الحسن بن علي $: