ذكر وفاته ومبلغ عمره وموضع قبره سلام الله عليه:
  ذهبوا إلى ابن عباس، قال: هاه قد فعلوها! نحن والله أظلم منه، وأقطع للرحم، اذهب يا غلام، وقل له: أجب أمير المؤمنين. فأتاه الرسول، قال: فقال ابن عباس: إنا بنو عبد مناف لا نقوم عن جليسنا حتى يكون هو الذي يقوم، لكن قد تقاربت الصلاة فإذا صلينا أتينا أمير المؤمنين، قال: فأتاه الرسول فأخبره. فقال:
  صدق، دعه حتى يصلي، قال: فلمّا صلى جاء ابن عباس حتى دخل عليه، فقال له معاوية: ما حاجتك يا ابن عباس؟ قال: دين عليّ، قال: قد أداه الله عنك، قال: وما أستعين به على الزمان. قال وذلك لك. أبقيت لك حاجة؟ قال: لا.
  قال: ادخل بيت المال، ف. حمل ما بدا لك، قال: إنا بنو عبد المطلب لا نأخذ من مال المسلمين إلا ما احتجنا إليه، قال: عزمت عليك إلا ما فعلت، قال: فدخل ابن عباس بيت المال، فتلفّت يمينا وشمالا فرأى برنسا من خزّ أدكن فتدرّعه ثم خرج به، قال: قد أخذت حاجتك؟ قال: نعم، قال: الحق ببلادك، قال:
  يا أمير المؤمنين إنك حيث نعيت إليّ الحسن بن علي آليت على نفسي أن لا أسكن المدينة بعده أبدا، ولا أجد مكانا أجل من جوار أمير المؤمنين. قال:
  هيهات ليس إلى ذلك سبيل، قال: فبقيت لي حاجة هي أهم الحوائج إلي، وهي لك دوني، قال: فإن حاجة لك هي لنا دونك إنا نخاف أن نسارع إليها. قال: علي بن أبي طالب قد كفاك الله مئونته، ومضى لسبيله، وقد عرفت منزلته وقرابته فكفّ عن شتمه على المنابر، قال: هيهات ليس إلى ذلك سبيل يا ابن عباس، هذا موضع دين، إنه غش رسول الله ÷، وسمّ أبا بكر، وذم عمر، وقتل عثمان، فليس إلى الكفّ عنه سبيل، فقال له ابن عباس: الله حسبك فيما قلت، ثم خرج فلم يلتقيا.
  وروينا بالإسناد أنه لما دفن الحسن بن علي @، قام أخوه محمد ابن الحنفية # على قبره وقال: يرحمك الله أبا محمد، لئن عزّت حياتك لقد