صفته #:
  أهل الكساء، الذين شهد بتطهيرهم التنزيل، وأثنى عليهم الملك الجليل، قال سبحانه: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(١) [الأحزاب: ٣٣] فهم المطهّرون من الأدناس، المفضّلون على جميع الجنّة والناس، ولله القائل:
  بأبي خمسة هم جنّبوا الرج ... س كرام وطهّروا تطهيرا
  أحمد المصطفى وفاطم أعني ... وعليا وشبّرا وشبيرا
  من تولاهم تولاه ذو العر ... ش ولقّاه نضرة وسرورا
  وعلى مبغضيهم لعنة الل ... هـ وأصلاهم المليك سعيرا
  وفي الرواية أن النبي ÷ حمل الحسن والحسين @ ذات يوم على عاتقه، وهو يقول: «نعم المطي مطيكما، ونعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما»(٢)، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  أتى حسنا والحسين الرسو ... ل وقد برزا ضحوة يلعبان
  فضمّهما وتفدّاهما ... وكانا لديه بذاك المكان
  ومرّ وتحتهما منكباه ... فنعم المطية والراكبان
  وروينا عن عبد الله بن عمرو الخزاعي عن هند ابنة الجون قالت: نزل رسول الله ÷ خيمة أم معبد، ومعه أصحاب له وكان من أمره في الشاة ما قد علمه الناس، فقال في الخيمة هو وأصحابه حتى أبردوا، وكان يوما قائظا شديدا حرّه، فلمّا قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه ومجّه إلى عوسجة كانت إلى جانب خيمة خالية، فلما كان من الغد أصبحنا وقد غلظت
(١) مسلم ج ٤ / ص ١٨٨٢ رقم الحديث ٢٤٢٤.
(٢) مجمع الزوائد ٩/ ١٨٢، والمعجم الأوسط ٤/ ٢٠٥ رقم ٣٩٨٧، وابن عساكر ١٣/ ٢١٦، وكنز العمال ١٣/ ٦٦٢ رقم ٣٧٦٨٥، والكبير ٣/ ٦٥ رقم ٢٦٧٧، وذخائر العقبى ١٣٠.