ذكر طرف من مناقبه #:
  حرمت، عن روح الجنان ونعيمها صرفت، وعن الولدان والحور غيّبت، وإلى الجحيم صيرت، ومن الضريع والزقوم أطعمت، ومن المهل والصديد والغسلين سقيت، ومع الشياطين والمنافقين قرنت، وفي الأغلال والحديد صفّدت، ويل لها ما ذا أتت، ثم هملت عيناه، وكثر نحيبه(١) وشهيقه، فقلت: يا أمير المؤمنين يشفيك ما إليه صار القوم، فقال: نعم إنه لشفاء، ولكني أبكي لأشجان وأحزان تحركها الأرحام وقال:
  لا تقبل التوبة من تائب ... إلا بحب ابن أبي طالب
  حبّ علي واجب لازم ... في عنق الشاهد والغائب
  أخو رسول الله حلف الهدى ... والأخ لا يعدل بالصاحب
  لو جمعا في الفضل يوما لقد ... نال أخوه رغبة الراغب
  بعد علي حبّ أصحابه ... ما أنا بالمزري ولا العائب
  إن مال عنه الناس في جانب ... ملت إليه الدهر في جانب
  جاءت به السنة مقبولة ... فلعنة الله على الناصب
  حبهم فرض علينا لهم ... كمثل حج لازم واجب
  وروينا عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي # قال: لما ثقل رسول الله ÷ في مرضه، والبيت غاص بمن فيه قال: ادعوا لي الحسن والحسين قال:
  فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه، قال: فجعل علي # يرفعهما عن وجه رسول الله ÷ قال: ففتح عينيه، فقال: دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما، فإنه سيصيبهما بعدي أثرة، ثم قال: أيها الناس، إني خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترقا حتى اللقاء على الحوض»(٢).
(١) في (أ): بزيادة ونشيجه.
(٢) أخرجه الإمام مسلم برقم ٢٤٠٨، والطبراني في الأوسط ٣/ ٣٧٤ برقم ٣٤٣٨، ومسند =