مقتله # وموضع قبره وما يتصل بذلك
  من أهل بيته، يسأل الله سيفه فلا غماد له، واختلاف الناس فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه، ثم قال: بعد العشرين ومائة موت سريع، وقتل ذريع، وفيه هلاكهم، ويلي عليهم رجل من ولد العباس(١).
  وروينا عنه ÷ أنه قال: «قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار، قد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكس في النار، حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدّة ريح نتنه، وفيها خالد ذائق العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة، ويسقى من حميم جهنم، الويل لهم من عذاب الله ø».(٢) وروينا عن عائشة رحمها الله قالت: دخل الحسين بن علي @ على رسول الله ÷ وهو يوحى إليه، فنزل على رسول الله ÷ وهو منكبّ ولعب على ظهره، فقال جبريل لرسول الله ÷: أتحبّه يا محمد؟
  قال: يا جبريل وما لي لا أحب ابني! قال: فإن أمّتك ستقتله من بعدك، فمدّ جبريل يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يقتل ابنك، واسمها الطّفّ، فلما ذهب جبريل # من عند رسول الله ÷، خرج رسول الله ÷ والتربة في يده وهو يبكي فقال: يا عائشة إن جبريل أخبرني أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف، وأن أمتي ستفتتن بعدي، ثم خرج إلى أصحابه ومنهم علي وأبو بكر، وعمر، وحذيفة، وعمار، وأبو ذر، وهو يبكي فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، فأخبرني جبريل # أن فيها مضجعه(٣).
(١) مجمع الزوائد ٩/ ١٩٠، والمعجم الكبير للطبراني ٣/ ١٢٠ رقم ٢٨٦١.
(٢) مسند علي بن موسى الرضا ص ٤٧٠ بلفظ: من شدة نتنه، وأورده المناوي في فيض القدير وغيره بألفاظ قريبة.
(٣) في البداية والنهاية بلفظ مقارب ٨/ ٢١٦ - ٢١٧، وذخائر العقبى ١٤٧، وأحمد في مسنده ١٠/ ١٨٠ برقم ٢٦٥٨٦، والطبراني في الكبير ٣/ ١٠٦ برقم ٢٨١٣، ومجمع الزوائد ٩/ ١٨٧.