الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله # وموضع قبره وما يتصل بذلك

صفحة 237 - الجزء 1

  ثم خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى وافى فارس، وجمع الناس من العرب والعجم والموالي حتى اجتمع إليه مائة ألف، ووافى البصرة، واستقبله الحجاج بن يوسف، واشتد القتال بينهم ثلاث سنين، حتى كان بينهم سبعون وقعة أو خمس وسبعون، كل ذلك على الحجاج سوى وقعتين، وقتل بينهما خلق كثير، وتقوى أمر ابن الأشعث، ودخل الكوفة فاجتمع إليه حمزة بن المغيرة بن شعبة، وقدامة الضبي وابن مصقلة الشيباني في جماعة الفقهاء والقراء، فقالوا له: أظهر اسم الرجل، فقد بايعناه ورضينا به إماما ورضى، فلما كان يوم الجمعة خطب له #، حتى إذا كان يوم الجمعة الثانية أسقط اسمه من الخطبة⁣(⁣١). قال: وقدم الحجاج بن يوسف، وكانت حرب الجماجم الملحمة الكبرى التي انهزم فيها ابن الأشعث، ومضى في جماعة أصحابه فثبت عبد الله بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان على خيل ابن الأشعث داعية للحسن ابن الحسن @، وهو حديث السن فقاتل الحجاج حتى هزم، ولحق بابن الأشعث بفارس، ثم مضيا جميعا إلى سجستان، وتوارى الحسن بن الحسن @ بأرض الحجاز وتهامة، حتى مات عبد الملك بن مروان⁣(⁣٢).

  وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب $(⁣٣) في كتاب نسب آل أبي طالب، بإسناده عن الفضل بن مروان، قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل يغلو فيه: ويحكم أحبونا، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا، فإن الله لو كان نافعا أحدا بقرابته من رسول الله ÷ بغير طاعة


(١) انظر المصابيح ٣٨١.

(٢) المصابيح ٣٨٢.

(٣) ولد سنة ٢١٤ هـ، أول من صنف في أنساب الطالبيين، وله أخبار مكة والمسائل إلى القاسم بن إبراهيم، توفي ٢٧٧ هـ. ينظر الأعلام ٨/ ١٤١.