الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله # وموضع قبره وما يتصل بذلك

صفحة 238 - الجزء 1

  لنفع بذلك أباه وأمه، فقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم.

  وكان # يلي صدقات رسول الله ÷، وأوقاف أمير المؤمنين #، فلما مات وليها ابنه عبد الله بن الحسن حتى حازها أبو جعفر المنصور لما حبسه.

  وروى السيد | أن الحجاج بن يوسف قال له يوما، وهو يسايره في موكبه بالمدينة - وحجاج يومئذ أميرها: أدخل عمّك عمر بن علي معك في صدقة علي، فإنه عمك وبقية أهلك، قال: لا أغيّر شرط علي، ولا أدخل فيها من لم يدخل، قال: إذا أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج، ثم كان وجهه إلى عبد الملك حتى قدم عليه فوقف ببابه يطلب الإذن، فمرّ به يحيى بن الحكم، فلما رآه عدل إليه وسلم عليه، وسأل عن مقدمه فأخبره، فقال له يحيى:

  إني سأنفعك عند عبد الملك، فدخل الحسن بن الحسن # على عبد الملك فرحب به وأحسن مسألته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب، فقال له يحيى: وما يمنعه يا أمير المؤمنين شيّبه أماني أهل العراق، كل عام يقدم عليه منه ركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الحسن بن الحسن #: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما ذكرت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب - وعبد الملك يسمع، فأقبل إليه عبد الملك فقال: هلمّ ما قدمت له، فأخبره بقول الحجاج، فقال: ليس له ذلك، اكتب إليه كتابا لا يجاوزه. ووصله وكتب له⁣(⁣١).

  فلما خرج من عنده لقي يحيى بن الحكم وعاتبه على سوء محضره، وقال:

  ما هذا الذي وعدتني؟، فقال له يحيى: إيها عنك والله لا يزال يهابك، ولولا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، وما ألوتك رفدا أي: ما قصّرت في معاونتك⁣(⁣٢).


(١) المصابيح ٣٨٤.

(٢) المصابيح ٣٨٤.