ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  وبالإسناد إلى أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله ÷ وهو يبكي فبكيت لبكائه، فقلت: فداك أبي وأمي قد قطعت أنياط قلبي ببكائك، قال:
  لا قطع الله أنياط قلبك، يا أبا ذر، إن ابني الحسين يولد له ابن يسمى عليّا، أخبرني حبيبي جبريل # أنه يعرف في السماء بأنه سيد العابدين، وأنه يولد له ابن يقال له: زيد، وأن شيعة زيد هم فرسان الله في الأرض، وأن فرسان الله في السماء هم الملائكة، وأن الخلق يوم القيامة يحاسبون، وأن شيعة زيد في أرض بيضاء كالفضة أو كلون الفضة يأكلون ويشربون ويتمتعون، ويقول بعضهم لبعض: امضوا إلى مولاكم أمير المؤمنين حتى ننظر إليه كيف يسقي شيعته، قال:
  فيركبون على نجائب من الياقوت والزبرجد مكللة بالجوهر، أزمتها اللؤلؤ الرطب، رحالها من السندس والإستبرق، قال: فبينما هم يركبون إذ يقول بعضهم لبعض: والله إنا لنرى أقواما ما كانوا معنا في المعركة، قال: فيسمع زيد # فيقول: والله لقد شارككم هؤلاء في ما كنتم من الدنيا، كما شارك أقوام أتوا من بعد وقعة صفين، وإنهم لإخوانكم اليوم وشركاؤكم.
  وروينا بالإسناد الموثوق به إلى النبي ÷ أنه قال: «خير الأولين والآخرين المقتول في الله، المصلوب في أمتي (المظلوم من أهل بيتي سمي هذا، ثم ضم زيد بن حارثة إليه، ثم قال: يا زيد لقد زادك اسمك عندي حبّا، سمي الحبيب من أهل بيتي»)(١).
  وروينا عنه ÷ أنه قال: «يقتل رجل من ولدي يدعى: زيد بموضع يعرف بالكناسة، يدعو إلى الحق يتبعه كل مؤمن»(٢).
(١) رواه ابن عساكر ج ١٩ ص ٤٥٨، وشمس الأخبار ١/ ١١٩، وروى معناه في مقاتل الطالبيين ١٣١، وكنز العمال ١٣/ ٣٩٧ رقم ٣٧٠٦٨.
(٢) شمس الأخبار ١/ ١٢٠، ومقاتل الطالبين ١٣١.