ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  وروينا بالإسناد إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي $: أن عليا أمير المؤمنين ~ خطب خطبة على منبر الكوفة، فذكر أشياء وفتنا حتى ذكر أنه قال: ثم يملك هشام تسعة عشر سنة، وتواريه أرض رصافة رصفت عليه النار، ما لي ولهشام، جبار عنيد، قاتل ولدي الطيّب المطيّب، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، يصلب ولدي بالكناسة من الكوفة، زيد في الذروة الكبرى من الدرجات العلى، فإن يقتل زيد فعلى سنة أبيه.
  ثم الوليد فرعون خبيث شقي غير سعيد، يا له من مخلوع قتيل، فاسقها وليد، وكافرها يزيد، وطاغوتها أزيرق، متقدمها ابن آكلة الأكباد، ذره يأكل ويتمتع ويلهه الأمل، فسوف يعلم غدا من الكذاب الأشر.
  وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال: يخرج مني بظهر الكوفة رجل يقال له: زيد في أبهة سلطان، والأبهة: الملك، لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون إلا من عمل بمثل ما عمله، يخرج يوم القيامة هو وأصحابه معهم الطوامير(١)، ثم يخطوا أعناق الخلائق قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون:
  هؤلاء خلف الخلف، ودعاة الحق، ويستقبلهم رسول الله ÷ فيقول: قد عملتم بما أمرتم، ادخلوا الجنة بغير حساب(٢).
  وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: الشهيد من ذريتي والقائم بالحق من ولدي المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، يأتي يوم القيامة هو وأصحابه تتلقاهم الملائكة المقربون، ينادونهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
  وروينا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «أريت في منامي رجلا من أهل بيتي دعا إلى الله وعمل صالحا، غيّر المنكر وأنكر الجور،
(١) الطوامير: الصحائف. القاموس ٥٥٤.
(٢) مقاتل الطالبين ١٣١، ومسند شمس الأخبار ٢/ ١٢١.