ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  وروينا عن بشر بن عبد الله(١) قال: صحبت علي بن الحسين، وأبا جعفر، وزيد بن علي، وعبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد، فما رأيت منهم أحدا كان أحضر جوابا من زيد بن علي @. وروينا عن سعيد بن خثيم قال: كان زيد بن علي @ إذا كلّمه الرجل أو ناظره، لم يعجله عن كلامه حتى يأتي على آخره، ثم يرجع عليه فيجيبه عن كلمة كلمة حتى يستوفي عليه الحجة.
  وروينا عن أبي السدير قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي @ فأصبنا منه خلوة، فقلنا اليوم نسأله عن حوائجنا كما نريد، فبينا نحن كذلك إذ دخل زيد بن علي @، وقد لثقت عليه ثيابه، فقال له أبو جعفر بنفسي أنت، ادخل فأفض عليك من الماء ثم اخرج إلينا، قال: فخرج إلينا متفضلا، فأقبل أبو جعفر يسأله، وأقبل زيد يخبره بما يحتج عليه والذي يحتج به، قال: فنظروا إلى وجه أبي جعفر يتهلل، قال: ثم التفت إلينا أبو جعفر فقال:
  يا أبا السدير هذا والله سيد بني هاشم، إن دعاكم فأجيبوه، وإن استنصركم فانصروه.
  وبالإسناد الموثوق به إلى أبي الجارود أن زيد بن علي @ خطب أصحابه حين ظهر فقال: الحمد لله الذي منّ علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوبا عاقلة، وأسماعا واعية، وقد أفلح من جعل الخير شعاره، والحق دثاره، وصلى الله على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربه وصدق به، الصادق محمد ÷، وعلى الطاهرين من عترته وأسرته، والمنتجبين من أهل بيته وأهل ولايته.
  أيها الناس: العجل العجل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل، فوراءكم طالب لا يفوته هارب، إلا هارب هرب منه إليه، ففروا إلى الله بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبصّركم، ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجة
(١) في (أ): وروينا بالإسناد إلى.