الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ومدة ظهوره:

صفحة 255 - الجزء 1

  مرضا كان به - ولكن لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوّك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح، وبعث بها إلى زيد فقوّى بها أصحابه، ويقال:

  إنه كان ثلاثين ألف درهم، ويقال: دينار.

  قال السيد أبو العباس ¦ وبايعه ابن شبرمة، ومسعرة بن كدام، والأعمش، والحسن بن عمارة، وأبو حصين، وقيس بن الربيع.

  وحضر معه من أهله الوقعة: محمد بن عبد الله بن الحسن الحسن (النفس الزكية)، وعبد الله بن علي بن الحسين $، وابنه يحيى بن زيد، والعباس بن ربيعة من بني عبد المطلب.

  ولما دنا خروج زيد بن علي @ أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ، فجعل من يريد أن يفي يستعد وشاع ذلك، وانطلق سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فأخبره خبر زيد #، فبعث يوسف فطلب زيدا ليلا فلم يوجد عند الرجلين الذي سعى إليه أنه عندهما، فأتى بهما يوسف فلما كلمهما استبان له أمر زيد وأصحابه، وأمر بهما يوسف فضربت أعناقهما، وبلغ الخبر زيدا وأصحابه فتخوّف أن تؤخذ عليه الطريق، فتعجل الخروج قبل الأجل الذي ضرب بينه وبين أهل الأمصار، واستتبّ لزيد خروجه، وكان قد وعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، فخرج قبل الأجل، وبلغ ذلك يوسف بن عمر فبعث الحكم بن الصّلت يأمره أن يجمع أهل الكوفة إلى المسجد الأعظم يحصرهم فيه، فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة فأدخلوهم المسجد، ثم نادى مناديه: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحلة الليلة فقد برأت منه الذمة، ائتوا المسجد الأعظم، فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد، وطلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق، فخرج ليلا، وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد من دار معاوية بن إسحاق، فرفعوا الهراديّ فيها النيران، فنادوا بشعارهم شعار رسول الله ÷: