ذكر بيعته # ومدة ظهوره:
  (يا منصور أمت)، فما زالوا كذلك حتى أصبحوا، فلما أصبحوا بعث زيد القاسم ابن فلان التبعي ورجلا أخر يناديان بشعارهما، وقال يحيى بن صالح ابن يحيى بن عزيز بن عمر بن مالك بن خزيمة التبعي، وسمى الآخر وذكر أنه صدام، قال سعيد: ولقيني أيضا وكنت رجلا صيّتا أنادي بشعاره قال ورفع بن الجارود زياد بن المنذر الهمداني هرديّا من مئذنتهم ونادى بشعار زيد، فلما كانوا في صحاري عبد القيس لقيهما جعفر بن العباس الكندي فشد عليه وعلى أصحابه فقتل الرجل الذي كان مع القاسم وارتث القاسم، فأتي به الحكم بن الصلت، فكلمه فلم يرد عليه، وضربت عنقه على باب القصر، فكان أول قتيل منهم، وقالت بنته تبكيه:
  عين جودي لقاسم بن كثير ... بدرور من الدموع غزير
  أدركته سيوف قوم لئام ... من أولي الشرك والردى والثبور
  سوف أبكيك ما تغنّى حمام ... فوق غصن من الغصون نضير
  وقال يوسف بن عمر وهو بالحيرة: من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء القوم فيأتينا بخبرهم؟ فقال عبد الله بن عياش المنتوف الهمداني(١): أنا آتيك بخبرهم، فركب في خمسين فارسا، ثم أقبل حتى أتى جبانة سالم فاستخبر، ثم رجع إلى يوسف فأخبره، فلما أصبح يوسف خرج إلى تل قريب من الحيرة، فنزل معه قريش وأشراف الناس، وأمير شرطته يومئذ العباس بن سعد المزني.
  قال: وبعث الريان بن سلمة البلوي في نحو من ألفي فارس وثلاث مائة من القيقانية رجالة ناشبة، وأصبح زيد بن علي وجميع من وافاه تلك الليلة مائتين وثمانية عشر رجالة، فقال زيد بن علي: سبحان الله! فأين الناس؟ قيل: هم محصورون في المسجد. قال: لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر. قال: وأقبل نصر ابن خزيمة إلى زيد فتلقاه عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيل من جهينة عند دار الزبير بن أبي حكيمة في الطريق الذي يخرج إلى
(١) في (ج): بدون: الهمداني.