الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ومدة ظهوره:

صفحة 257 - الجزء 1

  مسجد بني عدي، فقال: يا منصور أمت، فلم يرد عليه عمر شيئا، فشد نصر عليه وعلى أصحابه فقتله وانهزم من كان معه، وأقبل زيد حتى انتهى إلى جبانة الصائديين وبها خمسمائة من أهل الشام، فحمل عليهم زيد في أصحابه فهزمهم، ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام فهزمهم، ثم شلهم حتى ظهر⁣(⁣١) إلى المقبرة ويوسف بن عمر على التل ينظر إلى زيد وأصحابه وهم يكردون الناس ولو شاء زيد أن يقتل يوسف لقتله، ثم إن زيدا أخذ ذات اليمين على مصلى خالد بن عبد الله حتى دخل الكوفة.

  فقال بعض أصحابه لبعض: ألا ننطلق إلى جبانة كندة، قال وما زاد الرجل أن تكلم بهذا، إذ طلع أهل الشام عليهم، فلما رأوهم دخلوا زقاقا ضيقا، فمضوا فيه وتخلف⁣(⁣٢) رجل منهم فدخل المسجد فصلى ركعتين، ثم خرج إليهم فضاربهم بسيفه وجعلوا يضربونه بأسيافهم، ثم نادى رجل منهم فارس مقنع في الحديد:

  اكشفوا المغفر عن رأسه واضربوا رأسه بالعمود، ففعلوا فقتل الرجل، وحمل أصحابه عليهم فكشفوهم عنه، واقتطع أهل الشام رجلا منهم فذهب ذلك الرجل حتى دخل على عبد الله بن عوف بن الأحمر، فأسروه وذهبوا به إلى يوسف بن عمر فقتله، وأقبل زيد بن علي على نصر، فقال: يا نصر بن خزيمة أتخاف على أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية؟ قال: جعلني الله فداك أما أنا فوالله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت، ثم خرج بهم زيد بن علي @ يقودهم نحو المسجد فخرج إليه عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام فالتقوا على باب عمر بن سعد، فانهزم عبيد الله بن العباس وأصحابه حتى انتهوا إلى باب الفيل، وجعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الأبواب، ويقولون:

  يا أهل المسجد اخرجوا، وجعل نصر بن خزيمة يناديهم: يا أهل الكوفة اخرجوا


(١) في (ج): انتهى.

(٢) في (أ): ودخل.