الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ومدة ظهوره:

صفحة 258 - الجزء 1

  من الذل إلى العز، وإلى الدين والدنيا، قال: وجعل أهل الشام يرمونهم من فوق المسجد بالحجارة، وكانت يومئذ مناوشة بالكوفة ونواحيها، وقيل: في جبانة سالم.

  وبعث يوسف بن عمر الريان بن سلمة في خيل إلى دار الرزق فقاتلوا زيدا قتالا شديدا، وجرح من أهل الشام جرحى كثير، وشلهم أصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا إلى المسجد الأعظم، فرجع أهل الشام مساء يوم الأربعاء وهم أسوأ شيء ظنّا.

  فلما كان غداة يوم الخميس دعا يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأفّف به فقال له: أف لك من صاحب خيل، ودعا العباس بن سعد المزني صاحب شرطته فبعثه إلى أهل الشام، فسار بهم حتى انتهوا إلى زيد بن علي # في دار الرزق، وخرج إليه زيد بن علي وعلى ميمنته نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق، فلما رآهم العباس نادى: يا أهل الشام (الأرض) فنزل ناس كثير واقتتلوا قتالا شديدا في المعركة، وكان من أهل الشام رجل من بني عبس يقال له: نائل بن فروة قال ليوسف: والله لئن ملأت عيني من نصر بن خزيمة لأقتلنه أو ليقتلني، فقال له يوسف: خذ هذا السيف فدفع إليه سيفا لا يمر بشيء إلا قطعه، قال: فلما التقى أصحاب العباس بن سعد وأصحاب زيد أبصر نائل نصر بن خزيمة فضربه فقطع فخذه، وضربه نصر فقتله، ومات نصر |.

  ثم إن زيدا # هزمهم، وانصرفوا يومئذ بشر حال، ولما كان العشي عبّأهم يوسف، ثم سرّحهم نحو زيد، فأقبلوا حتى التقوا فحمل عليهم زيد #، فكشفهم ثم تبعهم حتى أخرجهم إلى السبخة ثم شد عليهم حتى أخرجهم من بني سليم، ثم أخذوا على المسنّات، ثم ظهر بهم زيد # فيما بين بارق وبني رواس وقاتلهم قتالا شديدا، وصاحب لوائه رجل من بني سعد بن بكر يقال له:

  عبد الصمد. قال سعيد بن خثيم فكنا مع زيد بن علي في خمسمائة، وأهل الشام