الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله ومبلغ عمره #

صفحة 261 - الجزء 1

  عورته، ومرّ به رجل فأشار إليه بإصبعه وهو يقول: هذا الفاسق ابن الفاسق فغابت إصبعه في كفه. ومنها ما روي أن طائرين أبيضين جاءا فوقع أحدهما على قصر والثاني على قصر آخر، فقال أحدهما للآخر:

  تنعى زيدا أو أنعاه ... قاتل زيد لا نجاه

  فأجابه الآخر: يا ويحه باع آخرته بدنياه. وروي أن رجلين من بني ضبة أقبلا ويد كل واحد في يد صاحبه حتى قاما بحذاء خشبة زيد بن علي @، فضرب أحدهما بيده على الخشبة وهو يقول: {إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}⁣[المائدة: ٣٣]. قال: فذهب ليحني يده فانتثرت بالأكلة، ووقع شقه فمات إلى النار.

  ولما وجه برأس زيد بن علي @ إلى هشام بن عبد الملك بعث به إلى مدينة الرسول ÷ إلى إبراهيم بن هاشم المخزومي، فنصب رأسه فتكلم أناس من أهل المدينة وقالوا لإبراهيم: لا تنصب رأسه فأبى، وضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم كيوم الحسين # فلما نظر كثير بن كثير بن المطلب السهمي إلى رأس زيد بن علي @ بكى وقال: نضر الله وجهك أبا الحسين وفعل بقاتلك، فبلغ ذلك إبراهيم بن هشام، وكانت أم المطلب أروى بنت الحارث بن عبد المطلب، وكان كثير الميل إلى بني هاشم، فقال له إبراهيم بلغني عنك كذا وكذا فقال: هو ما بلغك، فحبسه وكتب إلى هشام فقال وهو محبوس:

  إن امرأ كانت مساويه ... حبّ النبي لغير ذي ذنب

  وكذا بني حسن فوالدهم ... من طاب في الأرحام والصلب

  ويرون ذنبا أن أحبكم ... بل حبكم كفارة الذنب

  فكتب فيه إبراهيم إلى هشام فكتب إليه هشام: أن أقمه على المنبر حتى يلعن