الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله ومبلغ عمره #

صفحة 262 - الجزء 1

  عليّا وزيدا فإن فعل وإلا فاضربه مائة سوط على مائة، فأمره أن يلعن عليا فصعد المنبر فقال:

  لعن الله من يسب عليا ... وبنيه من سوقة وإمام

  تأمن الطير والحمام ولا يأ ... من آل النبي عند المقام

  طبت بيتا وطاب أهلك أهلا ... أهل بيت النبي والإسلام

  مرحبا بالمطيبين من النا ... س وأهل الإحلال والإحرام

  رحمة الله والسلام عليكم ... كلما قام قائم بسلام

  وروينا عن عيسى بن سوادة قال: كنت بالمدينة عند القبر عند رأس النبي ÷ وقد جيء برأس زيد بن علي @ في رهط من أصحابه فنصب في مؤخر المسجد على الرمح ونودي في أهل المدينة: برئت الذمة من رجل بلغ الحلم لم يحضر المسجد، فحشر الناس الغرباء وغيرهم، فلبثنا سبعة أيام يخرج الوالي محمد بن هشام المخزومي فيقوم الخطباء الذين قاموا بالرءوس فيخطبون فيلعنون عليا والحسين وزيدا وأشياعهم، فإذا فرغ قام القبائل عربيهم وعجميهم وكان بنو عثمان أول من قام فيلعنون، ثم بطون قريش والأنصار وسائر الناس حتى إذا صلى الظهر انصرف ثم عاد في الغد مثلها سبعة أيام، فقام رجل من قريش في بعض تلك الأيام وهو محمد بن صفوان الجمحي وهو أبو هذا القاضي قاضي أبي جعفر فقال له محمد بن هشام: اقعد، ثم عاد فقام من غير أن يدعى، فقال له محمد بن هشام: اقعد، فقال: إن هذا مقام لا يقدر عليه كل ساعة، قال:

  فتكلم، فأخذ في خطبته، ثم تناول يلعن عليا # وأهل بيته والحسين بن علي وزيد بن علي عليهم جميعا السلام ومن كان يحبهم، فبينا هو، إذ وضع يده على رأسه، ووقع على الأرض، فظننت أن خطبته قد انقضت فلم أعلم حتى إذا كان من الليل انتشر خبره، فرماه الله ø في رأسه بصداع لا يتمالك من الصداع حتى ذهب بصره في تلك الساعة، وكان رجل مستند إلى القبر فضرب بيده إليّ