مقتله ومبلغ عمره #
  فزعا! قلت: ما رأيت(١)؟ قال: رأيت القبر انشق فخرج منه رجل عليه ثياب بيض فاستقبل المنبر فقال: كذبت لعنك الله.
  وعن شبيب بن غرقد قال: قدمنا حجاجا من مكة فدخلنا الكناسة ليلا، فلما أن كنّا بالقرب من خشبة زيد [بن علي @ أضاء لنا الليل، فلم نزل نسير قريبا من خشبته فنفحت](٢) رائحة المسك قال: فقلت لصاحبي: هكذا توجد رائحة المصلبين؟! قال: فهتف بي هاتف وهو يقول: هكذا توجد رائحة أولاد النبيين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
  وروينا عن حفص بن عاصم السلولي قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن اليسع العامري، وكان في دار اللؤلؤ قال: رأيت عرزمة أخا كناسة الأسدي، وكان من أبهى الرجال وأحسنهم عينا، وكان في كل يوم ينطلق إلى الكناسة فيقعد عند الذين يحرسون خشبة زيد بن علي @، وكان هناك مجمع الأسديين فكان يلتقط في طريقه سبع حصيات، ثم يجيء فيجلس في القوم، ثم يقول: هاكم في عينه فيخذف زيد بن علي @ بتلك السبع الحصيات(٣) في كل يوم، قال إسماعيل بن اليسع: فوالذي لا إله غيره ما مات حتى رأيت عينيه مرفودتين كأنهما زجاجتان خضراوان.
  ثم أقام زيد بن علي @ مصلوبا على الخشبة سنة وأشهرا، وقيل: أياما وقيل: سنتين، ذكره السيد أبو طالب #(٤).
  وروينا من طريق المرشد بالله # يرفعه إلى رجاله: أنه مكث مصلوبا إلى أيام الوليد بن يزيد، فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف أما بعد:
  فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفا،
(١) في (أ): سقط: قلت: ما رأيت؟ قال: رأيت انشق القمر.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط في (أ).
(٣) في (ج): السبع حصيات، في (أ): بتلك الحصيات.
(٤) الإفادة ص ٦٦.