مقتله ومبلغ عمره #
  فسار إليهم حتى أتاهم ... فما التفتوا على تلك العقود
  وغرّوه كما غروا أباه ... وكانوا فيهما شبه اليهود
  كما هلكوا به من أمر عيسى ... وأصحاب العقيرة من ثمود
  فكيف تضن بالعبرات عيني ... وتطمع في الغموض مع الرقود
  ألا لا غمض في عيني ولما ... تسير الخيل تضبح بالأسود(١)
  بجمع في قبائل من معد ... وقحطان كتائب في الحديد
  كتائب كلما أفنت قتيلا ... تنادت أن على الأعداء عودي
  بأيديهم صفائح مرهفات ... صوارم أخلصت من عهد هود
  بها نشفى النفوس إذا التقينا ... ونقتل كل جبار عنيد
  ونقضي حاجة في آل حرب ... وفي آل الدّعي بني عبيد
  عبيد بني علاج قتلونا ... بأمر الفاسق الطاغي يزيد
  ونحكم في بني حكم المواضي ... ونجعلهم بها مثل الحصيد
  ونقتل في بني مروان حتى ... تبيدهم الأسود بنو الأسود
  وننزل بالمعيطيين حربا ... عمارة فيهم وبني الوليد
  ونترك آل قنطورا هشيما ... بني الرومي أولاد العبيد
  ونتركهم ببغيهم علينا ... وهم من بين قتلى أو شريد
  فإن تمكن صروف الدهر منكم ... وما يأتي من الملك الجديد
  نحاربكم بما أبليتمونا(٢) ... قصاصا أو نزيد على المزيد
  ونترككم بأرض الشام صرعى ... كأمثال الذبائح يوم عيد
  تنوبهم خوامعها(٣) وطلس(٤) ... وكل الطير من بقع وسود
  ونقتل حزبهم من كل حي ... ونسقيهم أمرّ من الهبيد(٥)
(١) تضبح: أي تنحم، وهو أصوات أنفاسها إذا عدون، وقيل: هو السير. لسان العرب ٢/ ٥٢٣.
(٢) في (ج): أنكثتمونا.
(٣) الخوامع: الضباع اسم لازم لها لأنها تجمع: خماعا وخمعانا وخموعا. لسان العرب ٨/ ٧٩.
(٤) الطلس: جمع أطلس، وهو الذئب الذي في لونه غبرة.
(٥) الهبيد: الحنظل. لسان العرب ٣/ ٤٣١.