الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

صفته #:

صفحة 269 - الجزء 1

  الحريش على أبيه دس إليه بأنه يدل عليه إن أفرج عن أبيه، فدل عليه، وأخذ وحمله إلى نصر بن سيار فقيّده وحبسه، وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر، فكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك، فكتب إليه الوليد يأمره بالإفراج عنه، وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به، فدعاه نصر وحلّ قيده، فقال له: لا تثر الفتنة فقال له #: وهل فتنة في أمة محمد ÷ أعظم من فتنكم التي أنتم فيها من سفك الدماء والشروع فيما لستم له بأهل، فسكت نصر وخلى سبيله، فخرج من عنده وجاء إلى (بيهق) وأظهر الدعوة هناك وبايعه فيها سبعون رجلا واجتمع إليه نفر، فكتب نصر إلى عمرو بن زرارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عباد عامل (سرخس)، وإلى الحسن بن زيد عامل (طوس) بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، وخرج يحيى بن زيد @ فقاتلهم وهزمهم، وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منهم دوابّ كثيرة⁣(⁣١).

  وروي عن بعض أصحاب يحيى # قال: كنّا مع يحيى بن زيد @ والرضوان بخراسان قال: فقدمنا سبعون أو ثمانون رجلا يوم لقي عمرو ابن زرارة قال: وكان لقيه بخراسان في مقدمته ونحن سبعة عشر فارسا أو ثمانية عشر قال: فلقينا عمرو بن زرارة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف قال: فتلقانا حرب بن محربة أو نصر بن حرب، قال: فكأني انظر إلى شيخ ضخم قد جاء براية فركزها، ثم نادى: يا أيها الناس، إن فريق عمرو بن زرارة يدعوكم إلى الأمان، وهذه راية الأمان فمن جاءه فهو آمن، قال: فكنت في آخرهم فأضرط⁣(⁣٢) به الذي كان بين أيدينا قال: فوالله ما أعلم إلا أني قد سمعتها، قال: ثم لحقنا يحيى ابن زيد @، وأرسل إلى عمرو بن زرارة: انصرف عني فإني لست أريدك ولا أريد شيئا من عملك، وإنما أريد بلخ وناحيتها، ولا أريد (مرو) فتنح


(١) انظر المصابيح ٤١٥ - ٤١٨، ومقاتل الطالبين ١٥٤.

(٢) وأضرط به: عمل بغية الضراط وهزئ به. القاموس ٨٧٢.