صفته #:
  وروى الشيخ أبو الفرج: في مقاتل الطالبية(١) بأسانيده عن عيسى بن زيد @، قال: لو أنزل الله سبحانه على محمد ÷: أنه باعث نبيا بعده لكان ذلك النبي محمد بن عبد الله بن الحسن.
  فهذا كلام عيسى بن زيد @ وهو من أقمار الهدى، وممن لا يتمارى في فضله، ولا يشك في شدة ورعه ونبله، وهو الذي يعرف بمؤتم الأشبال، وذلك أنه # لما انصرف من وقعة باخمرا، وقد شهدها مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $، خرجت لبوة مع أشبالها فعرضت في الطريق وجعلت تحمل على الناس، فنزل عيسى بن زيد @، فأخذ سيفه وترسه ثم برز إليها فقتلها، فقال له مولى له: أيتمت أشبالها يا سيدي، قال: فضحك وقال نعم أنا مؤتم الأشبال، قال: فلزمه هذا الاسم، فكان بعد ذلك إذا أراد أصحابه أن يذكروه كنوا عنه، فقالوا: قال: مؤتم الأشبال كذا، وفعل مؤتم الأشبال كذا، فيخفى أمره وذلك، لأنه # لحقه من المحنة بالاستتار من أعداء الله المارقين ما عظمت عليه بسببه البلوى.
  وقد روى الشيخ أبو الفرج في مقاتل الطالبية(٢) عن محمد بن منصور المرادي قال: قال يحيى بن الحسين بن زيد: قلت لأبي: يا أبه، إني أشتهي أن أرى عمي عيسى، فإنه يقبح بمثلي أن لا يلقى مثله من أشياخه، فدافعني عن ذلك مدة، وقال: إن هذا أمر يثقل عليه، وأخشى أن ينتقل عن منزله كراهة للقائك إياه فتزعجه، فلم أزل به أداريه وألطف به حتى طابت نفسه لي بذلك، فجهزني إلى الكوفة، ثم قال لي: إذا صرت إليها فاسأل عن دور بني حي، فإذا دللت عليها فاقصده في السكة الفلانية، وسترى في وسط السكة دارا لها باب صفته كذا وكذا، فاعرفه واجلس بعيدا منه في أول السكة، فإنه سيقبل عليك أول المغرب
(١) مقاتل الطالبين ٢٥٣.
(٢) مقاتل الطالبين ٤٠٨.