الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 278 - الجزء 1

  البيت⁣(⁣١). وانظر إلى أبي جعفر الملقب بالمنصور في صنيعه لمحمد بن عبد الله @ وإقراره بفضله وما انتهى إليه حاله بعد ذلك من سفك دمه في حرم رسول الله ÷ الذي حرّم فيه عضد شجره، فكيف ببعض من أبعاضه⁣(⁣٢) فإنا لله وإنا إليه راجعون.

  وروينا عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $: أنه سئل عن أخيه محمد # أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال: المهدي عدة من الله تعالى لنبيّه ÷ وعده أن يجعل من أهله مهديا لم يسمه بعينه ولم يوقّت زمانه، وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله أن يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضل الله يمن به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.

  وروينا عن أبي خالد الواسطي قال: لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ قبل ظهوره بمدين فقلت: يا سيدي، متى يكون هذا الأمر؟

  فقال لي: وما يسرك منه يا أبا خالد؟ فقلت: يا سيدي، وكيف لا أسر بأمر يخزي الله به أعداءه، وينصر به أولياءه، فقال: يا أبا خالد أنا خارج وأنا والله مقتول، والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوض عن جهادهم، يا أبا خالد إن امرأ مؤمنا لا يصبح حزينا ويمسى حزينا مما يعاين من أعمالهم إنه لمغبون مفتون. قال: قلت:

  يا سيدي والله إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون لا نستطيع لهم تغييرا فقال: يا أبا خالد إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعا وانفذوا من أرضهم.

  وروى الشيخ أبو الفرج⁣(⁣٣): بإسناده عن سعيد بن عقبة قال: كنّا مع عبد الله


(١) المقاتل ص ٢٣٩.

(٢) في (ج): فكيف بغصن من أغصانه.

(٣) المقاتل ٢٥١.