الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته ومدة ظهوره #

صفحة 279 - الجزء 1

  ابن الحسن بسويقة وبين يديه صخرة، فقام محمد يعالجها ليرفعها، فأقلّها حتى بلغ ركبتيه، فنهاه أبوه فانتهى، فلما دخل عبد الله عاد إليها فاستقلّها حتى طلع بها على منكبيه ثم ألقاها فحزرت⁣(⁣١) ألف رطل. قال وحدثنا: موسى بن عبد الله عن أبيه عن سعيد بن عقبة بهذا، قال أبو زيد: ووقف موسى على الصخرة بسويقه، وذكر لي أنه ورجل من أصحابه عالجها وهي على حرفها فكان جهدهما أنهما حركاها. وله #:

  متى نرى للعدل نورا وقد ... أسلمني ظلم إلى ظلم

  أمنية طال عذابي بها ... كأنني فيها أخو حلم

  وخطب # على منبر رسول الله ÷ فقال: والله لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين إذ اعوج، ولن ننحوا إلا أثره، ولن نقتبس إلا من نوره، وزيد إمام الأئمة، وأولى من دعا إلى الله بعد الحسين بن علي @.

ذكر بيعته ومدة ظهوره #(⁣٢):

  كان ظهوره # بالمدينة بعد أن أقام مستترا مدة طويلة، واشتد الطلب عليه من أبي جعفر الملقب بالمنصور فلم يقف له على خبر، وكتب كتاب الدعوة إلى الناس وأمر بإذاعته، وهو هذا على اختصار: أما بعد:

  فإن الله جل ثناؤه جعل في كل زمان خيرة، وجعل من كل خيرة منتجبا، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، فلم تزل الخيرة من خلقه تناسخ أحوالا بعد أحوال، حتى كان منها صفوة الله محمد ÷ سيد المرسلين وخاتم النبيين، اختصه بكرامته، وأخرجه من خير خلقه قرنا فقرنا، وحالا بعد حال، محفوظا مجنّبا سوء


(١) في (ج): فحسبت.

(٢) انظر مقاتل الطالبين ٢٥٧، وما بعدها والإفادة ٥٦.