الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته ومدة ظهوره #

صفحة 282 - الجزء 1

  ضمن الله له عاقبة الأمر والظفر، وشدّ له أزره وأعانه بابن عمه وابن صنو أبيه، وشريكه في نسبه، ومؤنسه في وحدته، من الشجرة المباركة، استجاب له على ضراعة من سنّه، حتى سيط الإسلام بلحمه ودمه، لم يخشع بين يدي آلهتهم وعزّاهم، إذ هي تدعى وغيره خاشع لها، عاكف عليها هي له منسك، إلى أن اشتد على الضرع الصغير على التوحيد عظمه، وعظمت في اتخاذ الخير هممه إليه يستريح رسول الله ÷ بأسراره، فكان هو # الصديق الأكبر، والفارس المشهر، سابق العرب إلى الغاية، ليس أمامه فيها إلا الرسول ÷ المرسل، بالكتاب المنزل، يصلي بصلاته، ويتلو معه آياته، تفتح لعملهما أبواب السماوات السبع، تهوى جبهته مع نبيه ÷ إلى القبلة المجهولة عند قومه، ليست إصبع يمدها متوسلا إلى الله جل ثناؤه غير إصبعه، ولا ظهر يحنو لله في طاعته قبل ظهره، إن ساماهم بشرفه في أوليته سبق عليهم بفارع غصون مجده، وعواطف شرف من قام عنه من أمهاته، ثم نشأ في حجر من نشأ، يؤدبه بالكتاب، إذ غيره يباكر عبادة اللات والعزى، شهد له القلم الجاري بعلمه في حال الفردانية، إذ هو يسارق الصلوات أهله، إذ لا قلم جار، ولا شهيد على مطيع ولا عاص غيره، يكاثف النبي ÷ في مواطنه، ويستريح إليه بأسراره، ويستعديه بهممه، إذا النبي ÷ هو المستوحش من جماعتهم، والخائف على دمه منهم، أين زال النبي ÷ زال معه، وإن غال النبي ÷ أمر وقاه بنفسه، فمن يساويه وهذه حاله ~؟، والحال هذه حال القوم في كفرهم بربهم، وإنكارهم رسوله، واختيارهم عبادة أوثانهم، وعلي بن أبي طالب # يعظّم ما صغّروا، ويكرم ما أهانوا، حتى دخل من دخل في دين الله رغبة ورهبة، فلما طال على رسول الله ÷ تكذيب قومه إياه استشار عليا ~ فقال: ما ترى؟ قال: يا رسول الله: ها سيفي، وكان بالضرب به دونه جوادا، قال رسول الله ÷: إني لم أؤمر بالسيف فنم على فراشي،