ذكر بيعته ومدة ظهوره #
  إلا بالله العلي العظيم.
  ثم انتشرت دعوته #، فلما بلغت إلى أهل الفضل والدين تلقوها بالقبول والإجابة لمعرفتهم بفضله وزهده وعلمه، وانتشرت في الآفاق، وظهرت بخراسان، وبايعه الجمهور من أهلها، واضطرب أهل خراسان على أبي الدوانيق اضطرابا شديدا، حتى همّوا بطرد ولاته ودعاته، فقتل محمد بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان، وأمه: فاطمة بنت الحسين، وأمر برأسه مع عدة من الناس يحلفون لأهل خراسان أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله ÷، فسكتوا بعد أن كانوا هموا بخلع أبي الدوانيق، وصار أبو جعفر شديد(١) الشغل به، لما يعرف من شهامته وفضله وعلمه، وجرت بينه # وبين أبي جعفر الدوانيقي مكاتبات كان ابتداؤها من أبي جعفر كتب إليه أولا من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله {إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ} الآية [المائدة: ٣٣] ولك عهد الله وميثاقه، وذمته وذمة رسول الله إن تبت ورجعت من قبل أن أقدر عليك أني أومنك وجميع ولدك وإخوانك وأهل بيتك على دمائهم وأموالهم، وأستودعكم ما أصبتم من دم وأموال، وأعطيك ألف ألف درهم وما سألت من الحوائج، وأنزلك من البلاد بحيث شئت، وأخلي من في محبسي من أهل بيتك، وأومن كل من آواك أو بايعك ودخل في شيء من أمرك ثم لا أتبع أحدا منهم بشيء كان منهم أبدا، وإن أحببت أن توثق لنفسك فوجه إلى من أحببت يأخذ لك من الأمان والعهد والميثاق وما تثق به وتطمئن إليه إن شاء الله، والسلام.
  فكتب إليه النفس الزكية: من عبد الله محمد بن عبد الله أمير المؤمنين
(١) في (أ): كثير.