الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته ومدة ظهوره #

صفحة 286 - الجزء 1

  إلى عبد الله بن محمد {طسم ١ تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ٢ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٣} إلى قوله تعالى: {ما كانُوا يَحْذَرُونَ}⁣[القصص: ١ - ٦] وأنا أعرض عليك من الأمان ما عرضت علي، وأنت تعلم أن الحق حقنا، وأنكم ادعيتم هذا الأمر بنا، وخرجتم بشيعتنا، وأن أبانا عليّا كان الإمام فكيف ورثتم ولايته دون ولده؟ ثم قد علمت أنه لم يطلب هذا الأمر أحد له مثل نسبنا وشرف أبينا، وأنا لسنا من أبناء الطلقاء، ولا العتقاء، ولا اللعناء، ولا الطرداء، وأنه لا يمت أحد من بني هاشم بمثل ما نمت به من القرابة والسابقة والفضل، فإنا بنو أم رسول الله ÷ في الجاهلية، وفي الإسلام بنو ابنته دونكم، وأن الله اختارنا واختار لنا، فولدنا من النبيين أفضلهم محمد ÷، ومن السلف أولهم إسلاما علي بن أبي طالب #، ومن الأزواج أفضلهن خديجة أول من صلى القبلة - رحمة الله عليها، ومن البنات فاطمة سيدة نساء العالمين - رحمة الله عليها، ومن المولودين في الإسلام الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن هاشما ولد عليّا مرتين، وأن عبد المطلب ولده مرتين، وأن النبي ÷ ولدني مرتين وإني من أوسط هاشم نسبا، وأصرحهم أمّا وأبا، وأنه لم يعرف في سجحم⁣(⁣١)، ولم يتنازع فيّ أمهات الأولاد، وما زال الله تعالى يختار لي الآباء والأمهات في الجاهلية والإسلام، حتى اختار لي في الثأر⁣(⁣٢)، فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنة، وأنا ابن أهون الناس عذابا، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير أهل الجنة والنار⁣(⁣٣)، ولك إن دخلت في طاعتي وأجبت دعوتي أن أومنك


(١) أي: عجمة.

(٢) في (أ): غير منقوطة، ونظنها: في النار.

(٣) هذه العبارة تشير إلى كفر أبي طالب، وهي تصادم رأي أهل البيت في إسلامه، ثم إن الافتخار بأهل النار لا يليق بإمام بحجم النفس الزكية! فما أراها إلا مقحمة من صنع خيال النساخ، فمن دخل النار فلا خير فيه. ومن فضائل المذهب الزيدي أنه يعرض النصوص على العقل والقرآن ليرد ما صادمهما ... والله أعلم.