ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #
  وروى أنه قتل يوم ذاك اثني عشر رجلا من جنود الظالمين، ثم كان انهزام عسكره #، على ما رواه الإمام المنصور بالله # بحيلة امرأة عباسية كانت في المدينة، وذاك أنها أمرت خادما بقناع أسود رفعه في منارة مسجد رسول الله ÷، وأمرت خداما لها آخرين صاحوا في العسكر: الهزيمة الهزيمة، إن المسودة قد جاءوا من خلفكم فدخلوا المدينة، فالتفت الناس فأبصروا الراية السوداء على المنارة فلم يشكوا في ذلك، فانهزم الناس وبقي وحده # يقاتل حتى عرض له رجل فضربه على ذقنه فسقطت لحيته على صدره فرفعها بيده وشدّها، ثم رمي بنشابة في صدره، فحملوا عليه من كل جانب فقتل، وكان الذي تولى الإجهاز عليه حميد بن قحطبة، وفي بعض أخباره # أنه لما حمي الوطيس خرج في قباء طاق وهو يقول:
  قاتل فما بك إن حبست بدومة ... في ظل غرفتها إذا لم تخلد
  إنّ امرأ يرضى بأهون سعيه ... قصرت مروءته إذا لم يزدد
  وروى أبو الفرج بإسناده عن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن حسن قال: لما كان اليوم الذي قتل فيه محمد قال لأخته: إني في هذا اليوم على قاتل هؤلاء فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبت الريح فإني أظفر بالقوم، فإن زالت الشمس فأجّجي التنانير وهيّئي هذه الكتب، فإن زالت الشمس ومطرت السماء، فاطر حي هذه الكتب في التنانير، فإن قدرتم على بدني فخذوه، ولن تقدروا على رأسي، فأتوا به ظلة بني نبيه على مقدار أربعة أذرع أو خمسة، فاحفروا لي حفرة فادفنوني فيها، فلما مطرت السماء فعلوا ما أمرهم به، وقالوا: آية قتل النفس الزكية أن يسيل الدم حتى يدخل بيت عاتكة قال: فكانوا يعجبون كيف يسيل الدم حتى يدخل بيت عاتكة، فكان يوما مطيرا، فسال الدم حتى دخل بيت عاتكة، قال:
  وأخذ جسده فحفروا له حفيرة فوقعوا على صخرة، فدلوا الحبال فأخرجوها فإذا