الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 296 - الجزء 1

  فيها مكتوب، هذا قبر الحسن بن علي بن أبي طالب، فقالت زينب: رحم الله أخي كان والله أعلم حيث أوصى أن يدفن في هذا الموضع⁣(⁣١)!.

  وقد ورد الأثر في النفس الزكية: «أنه يقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت، لقاتله ثلث عذاب أهل جهنم»، رواه الإمام المنصور بالله #.

  وروى أبو الفرج بإسناده⁣(⁣٢): أن زينب بنت عبد الله، وفاطمة بنت محمد بن عبد الله بعثتا إلى عيسى: إنكم قد قتلتم هذا الرجل وقضيتم منه حوائجكم فلو أذنتم لنا لواريناه. فأرسل إليهما: أما ما ذكرتما يا بنتي عمي أني نلت منه، فوالله ما أمرت ولا علمت فوارياه راشدتين، فبعثتا إليه فاحتمل، فقيل: إنه حشي في مقطع عنقه عديلة من قطن.

  وروى بإسناده عن أم سلمة بنت محمد بن طلحة قالت: سمعت زينب بنت عبد الله تقول: كان أخي رجل آدم، فلما أدخل وجدته قد تغير لونه وحال حتى رأيت بقية من لحيته فعرفتها، فأمرت بفراش فجعل تحته، وقد أقام في مصرعه يومه وليلته وإلى غد، فسال دمه حتى استنقع تحت الفراش فأمرت بفراش ثان، فسال دمه حتى وقع بالأرض، فحولت تحته فراشا ثالثا فسال دمه وخلص من فوقها جميعا.

  وحمل رأسه إلى أبي جعفر مع ابن أبي الكرام الجعفري، وكان قتله بعد العصر يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، ذكره أبو الفرج من سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل: سنة ست، وقيل: إنه قتل عن اثنتين وخمسين سنة.


(١) المقاتل ص ٢٧١.

(٢) المقاتل ٢٧٥.