صفته #:
  إبراهيم بن أبي يحيى: والله لقد كانا فاضلين، شريفين، كريمين، عابدين، عالمين، زاهدين، وقد كان إبراهيم يقدّم أخاه محمدا # ويفضله، وكان محمد # يعرف لإبراهيم فضله، وقد مضيا شهيدين ª(١).
  وروينا عن عمرو بن النضر قال: لمّا قتل إبراهيم بن عبد الله وأنا بالكوفة فأتيت الأعمش بعد قتله فقال(٢): هاهنا أحد تنكرونه؟ قلنا: لا، قال: أما والله لو أصبح أهل الكوفة على مثل رأيي لسرنا حتى ننزل بعقوته - يعني أبا جعفر - فإذا قال لي: ما جاء بك يا أعمش؟ قلت: جئت لأبيد خضراءك أو تبيد خضرائي بما فعلت بابن رسول الله ÷(٣).
  وروينا أن إبراهيم # كان جالسا مع أصحابه ذات يوم فسأل عن رجل من أصحابه؟ فقال له بعض من حضر: هو عليل، والساعة تركته يريد أن يموت، فضحك القوم منه، فقال إبراهيم بن عبد الله @: لقد ضحكتم منها وهي عربية، قال الله ø: {فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ}[الكهف: ٧٧] بمعنى: يكاد أن ينقض، قال: فوثب أبو عمرو بن العلاء فقبل رأسه وقال: لا نزال بخير ما كان مثلك فينا(٤).
  وروينا عن المفضل الضبي قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ متواريا عندي بالبصرة، قال: إنك تخرج وتتركني ويضيق صدري فأخرج إليّ شيئا من كتبك، فأخرجت إليه شيئا من الشعر، فاختار منه سبعين قصيدة، ثم أتبعتها أنا بسائر اختياري، فالسبعون من أول الاختيارات اختياره والباقي اختياري(٥).
(١) المصابيح ٤٤٧.
(٢) في (أ): وأنا بالكوفة، فقال الأعمش: هاهنا.
(٣) مقاتل الطالبين ٣٨٣.
(٤) المقاتل ص ٣٣٨.
(٥) انظر الإفادة ٦٢، ومقاتل الطالبين ٣٣٨.