الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ومدة انتصابه للأمر:

صفحة 304 - الجزء 1

  وداع عيسى بن موسى، فقدم بغداد فسقي بها شربة فمات وهو ابن سبعين سنة وكان مولده سنة ثمانين⁣(⁣١).

  وروينا أن قوما جاءوا إلى شعبة فسألوه عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $، فقال شعبة: تسألونني عن إبراهيم وعن القيام معه، وتسألونني عن أمر قام به إبراهيم بن رسول الله ÷ والله لهو عندي بدر الصغرى⁣(⁣٢)، وروي عنه أيضا |: أنه لما جاءه قتل إبراهيم # قال: لقد بكى أهل السماء على قتل إبراهيم بن عبد الله @، إن كان من الدين لبمكان⁣(⁣٣).

  وروينا عن إبراهيم بن سويد الحنفي قال: سألت أبا حنيفة - وكان لي مكرما أيام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ - فقلت: أيهما أحب إليك بعد حجة الإسلام: الخروج إلى هذا الرجل، أو الحج؟ فقال غزوة بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة⁣(⁣٤).

  وروي أنه #: أخذ عاملا لأبي جعفر فقال له بعض أصحابه: سلمه إليّ، قال له: وما تصنع به؟ قال: أعذبه ليخرج المال الذي عنده، فقال: لا حاجة لي في مال لا يستخرج إلا بالعذاب⁣(⁣٥).

  وكان يقول: متى أراد أن ينزل عن المنبر: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}⁣[البقرة: ٢٨١]، وقال يوما وهو على المنبر بعد ما خطب: «اللهم إن ذكرت اليوم أبناء بآبائهم وآباء بأبنائهم، فاذكرنا عندك بمحمد ÷ يا حافظ الآباء في الأبناء والأبناء في


(١) الإفادة ٦٣.

(٢) المصابيح ٤٥٣.

(٣) المصابيح ٤٥٣.

(٤) مقاتل الطالبين ٣٧٨.

(٥) الإفادة ٦٦، ومقاتل الطالبين ٣٣٤.