بيعته # ومدة انتصابه للأمر:
  وداع عيسى بن موسى، فقدم بغداد فسقي بها شربة فمات وهو ابن سبعين سنة وكان مولده سنة ثمانين(١).
  وروينا أن قوما جاءوا إلى شعبة فسألوه عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $، فقال شعبة: تسألونني عن إبراهيم وعن القيام معه، وتسألونني عن أمر قام به إبراهيم بن رسول الله ÷ والله لهو عندي بدر الصغرى(٢)، وروي عنه أيضا |: أنه لما جاءه قتل إبراهيم # قال: لقد بكى أهل السماء على قتل إبراهيم بن عبد الله @، إن كان من الدين لبمكان(٣).
  وروينا عن إبراهيم بن سويد الحنفي قال: سألت أبا حنيفة - وكان لي مكرما أيام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ - فقلت: أيهما أحب إليك بعد حجة الإسلام: الخروج إلى هذا الرجل، أو الحج؟ فقال غزوة بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة(٤).
  وروي أنه #: أخذ عاملا لأبي جعفر فقال له بعض أصحابه: سلمه إليّ، قال له: وما تصنع به؟ قال: أعذبه ليخرج المال الذي عنده، فقال: لا حاجة لي في مال لا يستخرج إلا بالعذاب(٥).
  وكان يقول: متى أراد أن ينزل عن المنبر: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[البقرة: ٢٨١]، وقال يوما وهو على المنبر بعد ما خطب: «اللهم إن ذكرت اليوم أبناء بآبائهم وآباء بأبنائهم، فاذكرنا عندك بمحمد ÷ يا حافظ الآباء في الأبناء والأبناء في
(١) الإفادة ٦٣.
(٢) المصابيح ٤٥٣.
(٣) المصابيح ٤٥٣.
(٤) مقاتل الطالبين ٣٧٨.
(٥) الإفادة ٦٦، ومقاتل الطالبين ٣٣٤.