الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ومدة انتصابه للأمر:

صفحة 305 - الجزء 1

  الآباء، احفظ ذرية نبيك» فارتج المصلى بالبكاء⁣(⁣١).

  وكان محمد بن عطية مولى باهلة ولي بعض أعمال فارس لأبي جعفر، فظفر به أصحابه # وحملوه إليه، فقال له: هل عندك مال؟ قال: لا، قال:

  الله، قال: الله، فقال: خلوا سبيله، فخرج ابن عطية وهو يقول بالفارسية: ليس هذا من رجال أبي جعفر يعني أنه كان ينبغي أن لا يقتصر منه على اليمين وأن يستخرج منه المال، وأن المحقق الذي يراعي أمر الدين لا يقاوم المبطل الذي لا يبالي بما يقدم عليه⁣(⁣٢).

  وأتاه قوم من أصحاب الضياع فقالوا: يا ابن رسول الله إنا قوم من غير العرب، وليس لأحد علينا عقد ولا ولاء، وقد أتيناك بمال فاستعن به، فقال: من كان عنده مال فليعن أخاه فأما أن آخذه فلا! وكان يقول: إن هي إلا سيرة علي أو النار⁣(⁣٣).

  وخطب يوما على المنبر فقال: أيها الناس إني وجدت جميع ما يطلب العباد من جسيم الخير عند الله في ثلاث: في المنطق، والنظر، والسكوت، فكل منطق ليس فيه ذكر فهو لغو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو سهو، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو غفلة، فطوبى لمن كان منطقه ذكرا، ونظره اعتبارا، وسكوته تفكرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم المسلمون منه، فعجب الناس من كلامه⁣(⁣٤).

  وروي أنه أرسل إلى عبد الحميد بن لاحق بأنه بلغني أن عندك مالا لهؤلاء الظلمة، فقال: ما لهم عندي مال، قال: الله، قال: الله فخلوا سبيله، وقال: إن ظهر أن لهم عندك مالا عددتك كذابا⁣(⁣٥).


(١) الإفادة ٦٧، ومقاتل الطالبين ٣٣٧.

(٢) الإفادة ٦٧، ومقاتل الطالبين ٣٣٢.

(٣) الإفادة ٦٧، ومقاتل الطالبين ٣٣٣.

(٤) الإفادة ٦٨، ومقاتل الطالبين ٣٣٦.

(٥) الإفادة ٦٧، ومقاتل الطالبين ٣٣٣.