بيعته # ومدة انتصابه للأمر:
  وحكى شيبة كاتب مسعود المرزباني أن جماعة من الزيدية دخلوا عليه فنالوا منه، وقالوا: هات ما عندك من مال الظلمة، وأدخلوني إلى إبراهيم فرأيت الكراهة في وجهه، فاستحلفني فحلفت فخلى سبيلي فكنت أسال عنه بعد ذلك وأدعو له حتى نهاني مسعود عن ذلك(١).
  وروي أنه خطب # الناس، ونعى على أبي جعفر أفعاله وقتله آل الرسول صلى الله عليهم، وظلمه الناس وأخذه الأموال ووضعها في غير مواضعها، فأبلغ في القول حتى أبكى الناس، ورقت لكلامه قلوبهم فاتبعه عباد بن العوام، ويزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، وشعبة بن الحجاج وبايعوه.
  قال أبو إسحاق الفزاري: جئت إلى أبي حنيفة فقلت له: ما اتقيت الله حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن حتى قتل! فقال لي: قتل أخيك حيث قتل يعادل قتله لو قتل يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة! قلت: فما منعك أنت من ذلك؟ قال: ودائع كانت للناس عندي(٢).
  وكان الأعمش يدعو إليه ويقول: ما يقعدك؟ أما إني لو كنت بصيرا لخرجت(٣). وخرج معه # نفر كثير من أهل العلم، ونقلة الأحاديث، ونحن نذكر منهم بعض من ذكره الشيخ أبو الفرج في مقاتل الطالبيين(٤) فمنهم: هارون ابن سعد، وكان قد ولّاه واسطا، ومنهم: معاذ بن معاذ بن نصر العنبري، ومنهم:
  مسلم بن سعيد، والأصبغ بن زيد، ومنهم: العوام بن حوشب. قال: رميت في هؤلاء القوم - يعني: المسودة - بثمانية عشر سهما ما سرني أني رميت بها أهل بدر مكانهم! وأسامة بن زيد البجلي، ومنهم: هشيم، قال بعضهم: رأيت هشيما
(١) الإفادة ٦٧ - ٦٨، ومقاتل الطالبين ٣٣٤.
(٢) الإفادة ٦٦، ومقاتل الطالبين ٣٦٤.
(٣) مقاتل الطالبين ٣٦٦.
(٤) مقاتل الطالبين ٣٥٤.