الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

عماله #:

صفحة 309 - الجزء 1

  فأبى وسار نحوهم، واستخلف على البصرة: ابنه الحسن بن إبراهيم @، فالتقوا بباخمرا وجاء إلى إبراهيم # بعض قوّاده، فقال جرد لنا عسكرا لنبيّت أبا جعفر فنقتله في خلف عسكره وننقض هذه الجموع، فقال: إني أكره البيات، فخرج بعضهم وهو يقول: تريد الملك وتكره البيات.

  وقال بعض شعرائه يخاطب أبا جعفر:

  أبرز فقد لاقيته زكيا ... أبيض يدعو جده عليا

  وجدّه من أمه النبيا

  ورتب # بباخمرا عسكره فجعل على ميمنته عيسى بن زيد بن علي $ وعلى ميسرته لبيد بن برد اليشكري، وكان حمائل سيفه من ليف تشبّها بعمار بن ياسر |، وكان تحته فرس أبلق، فقال إبراهيم # يمازحه:

  أما القتال فلا أراك مقاتلا ... ولئن هربت ليعرفن الأبلق

  وهو # في القلب في الفقهاء والعلماء وأهل البصائر، وكان جملة عسكره # أحد عشر ألف راجل وسبعمائة فارس، فوقع القتال فكانت الهزيمة أوّلا في أصحاب أبي جعفر حتى بلغه العلم فقرّب نجائبه للهرب وحمل امرأتيه على النجائب وما بقي دون الفتح طائل، وانهزم حميد بن قحطبة فيمن انهزم، فمرّ بابني سليمان من كبار القوّاد وقد نزلا عن فرسيهما مستسلمين للموت، فقالا:

  ليس هذا من عاداتك يا حميد، فقال: انجوا ما بقي قتال، فلما رأى إبراهيم # ما نزل بهم من القتل، أمر بردّ الرايات، فلما رأوا أعلام الميمنة رافعة ظنوها هزيمة، فعطفوا عليها وحققوا فكانت الهزيمة، فانهزمت الميمنة ونجى عيسى بن زيد @ لما أفرده الناس، وثبت إبراهيم # في القلب وثبتت الميسرة، واشتد القتال حتى إذا كان آخر النهار، رفع # المغفر من شدة الحرّ فجاء سهم فوقع في رأسه، فاعتنق فرسه واحتوشته الزيدية وأنزلوه، وأخذه بشير الرحال إلى حجره وهو يقول: {وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً}⁣[الأحزاب: ٣٨]، وأحاط به أصحابه