مقتله وموضع قبره #:
  فقلت: يا ابن رسول الله، ما أفحل هذه الأبيات وأحسنها! فمن قائلها؟
  قال: هذه الأبيات قالها ضرار بن الخطاب الفهري يوم الخندق، وتمثّل بها علي # أيام صفين، والحسين يوم الطف، وزيد يوم السبخة، ويحيى بن زيد يوم الجوزجان، ونحن اليوم، قال: فتطيّرت له من تمثّله بأبيات ما تمثل بها إلا قتيل(١).
  وفي أخباره # أنه لما انتهى بالقرب من باخمرا أنشأ يقول متمثلا(٢):
  نبّئت أن بني ربيعة أزمعوا ... أمرا كلالهم لنقتل خالدا
  إن يقتلوني لا تصب أرماحهم ... ثأري ويسعى القوم سعيا جاهدا
  أرمي الطريق وإن رصدت بضيقه ... وأنازل الباطل الكميّ الحاردا
  قال المفضل الضبي راوي الحديث: فقلت له: جعلني الله فداك، لمن هذه الأبيات؟ قال: للأحوص بن كلاب، تمثل بها يوم شعب جبلة، وهو اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما.
  قال المفضل: وأقبلت عساكر أبي جعفر، فقتل من أصحابه وقتل من القوم، وكاد أن يكون له الظفر، وكشفت ميمنته والقلب فتمثل:
  أبى كلّ ذي وتر يبيت بوتره(٣) ... وتمنع منه النوم إذ أنت نائم
  أقول لفتيان كرام تروحوا ... على الجرد في أفواههنّ الشكائم:
  قفوا وقفة من يحيى لا خزي بعدها ... ومن يخترم لا تتّبعه اللوائم
  قال: ثم كرّ، فطعن رجلا وطعنه آخر، فقلت له: جعلت فداك - تباشر الحرب بنفسك والعسكر منوط بك! فقال لي: إليك عني يا أخا بني ضبة، كأن عويفا أخا بني فزارة ينظر في يومنا هذا، فأنشد:
  ألمّت سعاد وإلمامها ... أحاديث نفس وأسقامها
(١) المقاتل ص ٣٧٣.
(٢) ينظر المصابيح ٤٤٨ - ٤٥٠.
(٣) في (أ): لوتره.