الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله وموضع قبره #:

صفحة 313 - الجزء 1

  يكن رأسه فاسكت، فأتيته فقلت: أرنيه، فأخرجه يختلج خده، فقلت: ويلك كيف وصلت إليه؟ قال أتته نشابة فأصابته فصرع، فأكبّ عليه أصحابه يقبلون يديه ورجليه، فعلمت أنه هو فعلمت مكانه، وجعل أصحابه يقتلون حوله لا يبالون، فلما قتلوا أتيته فاحتززت رأسه، قال: فأتيت عيسى فأخبرته فنادى بالأمان، ثم أمر برأسه # إلى أبي جعفر الدوانيقي، ولما وضع رأسه بين يدي أبي جعفر تمثل:

  فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر⁣(⁣١)

  وروى أبو الفرج أيضا عن الحسن بن حفص قال: كنت بالكوفة فرأيت فل عيسى بن موسى وقد دخل نهارا، فلما كان الليل رأيت فيما يرى النائم كأنّ نعشا يحمله رجال يصعدونه إلى السماء ويقولون: من لنا من بعدك يا إبراهيم؟

  قال: وأيقظني أخي من نومي فقلت: مالك؟ فقال: اسمع التكبير على باب أبي جعفر، فلا والله ما كبروا باطلا، وإذا الخبر قد جاء بقتل إبراهيم⁣(⁣٢).

  وروى أيضا بإسناده قال: خرج إبراهيم # في رمضان سنة خمس وأربعين ومائة فكانوا رمضان وشوال وذا القعدة وقتل في ذي الحجة، وكان شعارهم: (أحد ... أحد)⁣(⁣٣).

  وروي عن أبي نعيم قال: قتل إبراهيم يوم الاثنين ارتفاع النهار لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة، وأتى أبو جعفر برأسه ليلة الثلاثاء، وبينه وبين مقتله ثمانية عشر ميلا، فلما أصبح من يوم الثلاثاء أمر برأس إبراهيم فنصب في السوق فرأيته منصوبا مخضوبا بالحناء⁣(⁣٤).


(١) المقاتل ص ٣٥٣.

(٢) المقاتل ص ٣٥٣.

(٣) المقاتل ص ٣٤٩.

(٤) ينظر الإفادة ٦٩ ومقاتل الطالبين ٣٤٩.