الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

الحسين بن علي الفخي @

صفحة 317 - الجزء 1

  حتى مضت فيه السيوف وربما ... كانت حتوفهم السيوف وربما

  أضحت بنو حسن أبيح حريمها ... فيها وأصبح نهبها متقسّما

  إن ابن فاطمة المنوّه باسمه ... عزّ الرواحل والخيول السّوما

  عظمت مصيبته وعمّ هلاكه ... بالذلّ من سكن النجود واتهما

  يا قبح يثرب بعد عزّ تهامة ... وفناء مكة والحطيم وزمزما

  والله لو شهد النبي محمد ... - صلى الإله على النبي وسلما -

  إشراع أمته الأسنة لابنه ... حتى كسوه من حديدته دما

  حقّا لأيقن أنهم قد ضيعوا ... تلك القرابة واستحلّوا المحرما

الحسين بن علي الفخّي @(⁣١)

  هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $. وأمه: زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب $، وأمها هند بنت أبي عبيدة، وكان يعرف أبوه وأمه:

  بالزوج الصالح لصلاحهما وفضلهما، وكان أبوه أيضا يسمى: عليّ الخير، وعلي الأغرّ، وهو الذي كان في جملة المحبوسين في حبس أبي الدوانيق لا يعرفون أوقات الصلوات إلا بتلاوته للقرآن، ووظائف عبادته التي كان قد وظّفها، لأن أبا الدوانيق حبسهم في موضع لا يميّزون فيه بين ليل ونهار، فكانوا لا يهتدون لأوقات الصلاة إلا بتلاوته لأجزاء القرآن التي كان قد اعتادها قبل الحبس⁣(⁣٢).

  وروى بعض من صنّف أخبارهم: أنه قال له عمه عبد الله بن الحسن @: يا بني قد ترى ما نحن فيه فادع الله تعالى أن يخفّف عنّا، فقال له: يا عم


(١) انظر الإفادة ٧٠، ومقاتل الطالبين ٤٣١، والطبري ٦/ ٤١٠، وابن الأثير ٥/ ٧٤، ومروج الذهب ٢/ ١٨٣، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٨٨، والشافي ١/ ٢١٣، وأخبار فخ ١٣١، والأعلام ٢/ ٢٤٤، وابن خلدون ٣/ ٢١٥، وخلاصة الوفاء ٣٩٦، والتحف شرح الزلف ١٠٨، والمصابيح ٤٦٣.

(٢) انظر الإفادة ٧٠ ومقاتل الطالبين ٤٣١.