بيعته # والسبب في قيامه:
  عرضهم فدعا باسم حسن بن محمد فلم يحضر، فقال ليحيى بن عبد الله، والحسين بن علي: لتأتياني به أو لأحبسنكما، فإن له ثلاثة أيام لم يحضر العرض، ولقد خرج أو تغيّب، فرادّه بعض المرادّة، وشتمه يحيى فخرج، ومضى ابن الحائك هذا ودخل على العمري فأخبره، فدعا بهما فوبخهما وتهدّدهما، فتضاحك حسين في وجهه، وقال: أنت مغضب يا أبا حفص، فقال له العمري:
  أتهزأ بي وتخاطبني بكنيتي؟ فقال له: قد كان أبو بكر وعمر وهما خير منك يخاطبان بالكنى فلا ينكران ذلك وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية، فقال له: آخر قولك شر من أوله، فقال معاذ الله: يأبى الله لي ذلك ومن(١) أنا منه، فقال له: أفإنما أدخلتك لتفاخرني وتؤذيني! فغضب يحيى بن عبد الله وقال له:
  فما تريد منا؟ فقال: أريد أن تأتيا بحسن بن محمد، فقال: لا نقدر عليه وهو في بعض ما يكون فيه الناس، فابعث إلى آل عمر بن الخطاب فاجمعهم كما جمعتنا، ثم اعرضهم رجلا رجلا فإن لم تجد فيهم من غاب أكثر من غيبة حسن عنك فقد أنصفتنا، فحلف على الحسين بطلاق امرأته وحرية مماليكه أنه لا يخلي عنه أو يجيء به في باقي يومه وليلته، وأنه إن لم يجيء به ليركبنّ إلى سويقه فيخربها ويحرّقها، وليضربن الحسن ألف سوط، وحلف بهذه اليمين أنّ عينه إن وقعت على حسن بن محمد ليقتلنه من ساعته، فوثب يحيى مغضبا فقال له: أنا أعطي الله عهدا، وكل مملوك لي حر إن ذقت الليلة نوما حتى آتيك بحسن أو لا أجده، فأضرب عليك بابك حتى تعلم أني قد جئتك، وخرجا من عنده وهما مغضبان، وهو مغضب، فقال حسين ليحيى: بئس لعمر الله ما صنعت حين تحلف لتأتينه به، وأين تجد حسنا؟ قال: لم أرد أن آتيه بحسن والله وإلّا فأنا نفي من رسول الله ÷ ومن علي # إن دخل عيني نوم حتى أضرب عليه بابه ومعي السيف، إن قدرت عليه قتلته، فقال له حسين: بئس ما تصنع، تكسر علينا أمرنا؟ قال له يحيى: وكيف أكسر عليك أمرك، وإنما بينك وبين ذلك عشرة أيام حتى تسير إلى
(١) في (أ): وما أنا منه.