بيعته # والسبب في قيامه:
  ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلا الحسن بن جعفر بن حسن بن حسن(١) فإنه استعفى فلم يكره. وموسى بن جعفر، وكان من حديث موسى أنه(٢) قال للحسين: إنك مقتول فأجدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيمانا ويضمرون شركا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله نحتسبكم من عصبة.(٣) وخطب الحسين بن علي @ بعد فراغه من الصلاة فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله ÷ في حرم رسول الله، أدعوكم إلى سنة رسول الله ÷.
  أيها الناس: أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود وتتمسحون بذلك وتضيعون بضعة منه؟!(٤) وأقبل خالد البربري(٥) - وكان مسلحة للسلطان بالمدينة - في السلاح ومعه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له: باب جبريل، قال الراوي: فنظرت إلى يحيى بن عبد الله قد قصده في يده السيف، فأراد خالد أن ينزل فبدره يحيى فضربه على جبينه، وعليه البيضة والمغفر والقلنسوة، فقطع ذلك كله وأطار قحف رأسه وسقط عن دابته، وحمل على أصحابه فتفرقوا وانهزموا.
  ثم استخلف الحسين بن علي @ درباس الخراعي، وخرج قاصدا إلى مكة معه من تبعه من أهله ومواليه وهم زهاء ثلاثمائة، فلما قربوا من مكة وصاروا (بفخّ وبلدح) تلقتهم الجيوش، فعرض العباس بن محمد على الحسين الأمان والعفو والصلة فأبى ذلك أشد الإباء.
  ولمّا لقي الحسين # المسودة أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوّح،
(١) في (أ): ساقطة: حسن.
(٢) في (أ): أن قال.
(٣) المقاتل ص ٤٤٦ - ٤٤٧.
(٤) مقاتل الطالبين ٤٤٨.
(٥) في (ج): البريري.