ذكر مقتله # وموضع قبره
  خلفهم فطحنهم طحنة واحدة حتى قتل أكثر أصحاب الحسين وجعلت المسودة تصيح بالحسين:(١) يا حسين لك الأمان فيقول: الأمان أريد! ويحمل عليهم، فقتل معه سليمان بن عبد الله بن حسن، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، وأصابت الحسن بن محمد بن عبد الله نشابة في عينه فتركها في عينه(٢) وجعل يقاتل أشد القتال، فناداه محمد بن سليمان: يا ابن خال اتق الله في نفسك، لك الأمان، فقال: والله ما لك أمان ولكني أقبل منك، ثم كسر سيفا هنديا كان في يده ودخل إليهم، فصاح العباس بن محمد بابنه: قتلك الله إن لم تقتله، أبعد تسع جراحات ينظر هذا! فقال له موسى بن عيسى: إي والله عاجلوه، فحمل عليه عبيد الله فطعنه، وضرب محمد بن العباس عنقه بيده صبرا، وتنشبت(٣) الحرب بين العباس بن محمد ومحمد بن سليمان، وقال: أمّنت خالي فقتلتموه! قالوا: نحن نعطيك رجلا من العشيرة فتقتله مكانه.
  وروي أن موسى بن عيسى هو الذي ضرب عنق الحسن بن محمد.
  وروينا بالإسناد عن الإمام القاسم بن إبراهيم @ قال: حدثني أبي قال: بايعنا الحسين بن علي الفخي @ على أنه هو الإمام، قال:
  وأصابته جراحة والدم لا يرقأ، فقلنا له: أنت في هذه الحال، لو تنحيت. فقال:
  قال رسول الله ÷: «إن الله ليبغض العبد يستأسر إلا من جراحة مثخنة».
  وروينا أنه تأخر جماعة ممن بايع الحسين بن علي الفخي(٤) @ فلما فقدهم عند المعركة أنشأ يقول:
  وإني لأنوي الخير سرا وجهرة ... وأعرف معروفا وأنكر منكرا
  ويعجبني المرء الكريم نجاره ... ومن حين أدعوه إلى الخير شمّرا
(١) في (أ): بحسين.
(٢) في (أ): لا توجد: في عينه.
(٣) في (أ): وتسبب.
(٤) في (ج): بحذف: الفخي.