الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله # وموضع قبره

صفحة 326 - الجزء 1

  يعين على الأمر الجميل وإن يرى ... فواحش لا يصبر عليها وغيّرا

  وروى الشيخ أبو الفرج بإسناده عن القاسم بن إبراهيم @ عمن ذكره قال: رأيت الحسين صاحب فخ، وقد دفن شيئا فظننت أنه شيء له مقدار، فلما كان من أمره ما كان نظرنا فإذا هو قطعة⁣(⁣١) من جانب وجهه قد قطع فدفنه ثم عاد فكرّ عليهم. وروى أيضا أن حمادا التركي وكان ممن حضور وقعة فخ، فقال للقوم: أروني حسينا فأروه إياه، فرماه بسهم فقتله، فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب⁣(⁣٢)، وقتل أكثر أصحابه #.

  وروى الشيخ أبو الفرج بإسناده عن نصر الخفاف قال: أصابتني ضربة وأنا مع الحسين صاحب فخ فبرت اللحم والعظم، فبتّ ليلتي أعوي منها، وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت، فغلبتني عيني فرأيت النبي ÷ وقد جاء، فأخذ عظما فوضعه على عضدي فأصبحت وما أجد من الوجع قليلا ولا كثيرا⁣(⁣٣)!.

  ولما قتل # أخذ رأسه وحمل إلى موسى الملقب بالهادي، ودفن بدنه (بفخ) ومشهده مشهور مزور، ولا عقب له #.

  قال السيد أبو طالب #(⁣٤): وكان له يوم قتل إحدى وأربعون سنة، ولما قتلوه نفذوا إلى المدينة، فلما دخلوها وجلس موسى بن عيسى وأقبل الناس إليه، وأقبل موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ على أثر ذلك وعليه مدرعة صوف غليظ، وفي رجليه نعلان من جلود الإبل فقعد في طرف، فقال السري بن عبد الله: يا موسى كيف رأيت مصارع البغي الذي لا تدعونه لبني عمّنا المنعمين عليكم؟ فقال موسى أقول في ذلك:


(١) في (ج): بقطعه.

(٢) المقاتل ص ٤٥١ - ٤٥٢.

(٣) المقاتل ص ٤٥٧.

(٤) الإفادة ٧٣.