ذكر مقتله # وموضع قبره
  يعين على الأمر الجميل وإن يرى ... فواحش لا يصبر عليها وغيّرا
  وروى الشيخ أبو الفرج بإسناده عن القاسم بن إبراهيم @ عمن ذكره قال: رأيت الحسين صاحب فخ، وقد دفن شيئا فظننت أنه شيء له مقدار، فلما كان من أمره ما كان نظرنا فإذا هو قطعة(١) من جانب وجهه قد قطع فدفنه ثم عاد فكرّ عليهم. وروى أيضا أن حمادا التركي وكان ممن حضور وقعة فخ، فقال للقوم: أروني حسينا فأروه إياه، فرماه بسهم فقتله، فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب(٢)، وقتل أكثر أصحابه #.
  وروى الشيخ أبو الفرج بإسناده عن نصر الخفاف قال: أصابتني ضربة وأنا مع الحسين صاحب فخ فبرت اللحم والعظم، فبتّ ليلتي أعوي منها، وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت، فغلبتني عيني فرأيت النبي ÷ وقد جاء، فأخذ عظما فوضعه على عضدي فأصبحت وما أجد من الوجع قليلا ولا كثيرا(٣)!.
  ولما قتل # أخذ رأسه وحمل إلى موسى الملقب بالهادي، ودفن بدنه (بفخ) ومشهده مشهور مزور، ولا عقب له #.
  قال السيد أبو طالب #(٤): وكان له يوم قتل إحدى وأربعون سنة، ولما قتلوه نفذوا إلى المدينة، فلما دخلوها وجلس موسى بن عيسى وأقبل الناس إليه، وأقبل موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $ على أثر ذلك وعليه مدرعة صوف غليظ، وفي رجليه نعلان من جلود الإبل فقعد في طرف، فقال السري بن عبد الله: يا موسى كيف رأيت مصارع البغي الذي لا تدعونه لبني عمّنا المنعمين عليكم؟ فقال موسى أقول في ذلك:
(١) في (ج): بقطعه.
(٢) المقاتل ص ٤٥١ - ٤٥٢.
(٣) المقاتل ص ٤٥٧.
(٤) الإفادة ٧٣.