الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله # وموضع قبره

صفحة 328 - الجزء 1

  نزلوا بفخ غدوة ... في غير منزلة الوطن

  كانوا كراما فانقضوا ... لا طائشين ولا جبن

  غسلوا المذلّة عنهم ... غسل الثياب من الدّرن

  هدي العباد بجدّهم ... فلهم على الناس المنن

  رواه الشيخ أبو الفرج لعيسى بن عبد الله⁣(⁣١).

  وروى عن بعضهم قال: رأيت في النوم رجلا يسألني أن أنشده هذه الأبيات، فأنشدته إياه، فقال لي: زد فيها:

  قوم كرام سادة ... من هم ومن هم ثم من

  وروى بإسناده قال: سمع على مياه غطفان كلها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف ويقول:

  ألا يا لقوم للسواد المصبّح ... ومقتل أولاد النبي ببلدح

  لبيك حسينا كل كهل وأمرد ... من الجن إذ لم يبك للإنس مترح

  فإني لجني وإن معرّسي ... لبا لبرقة السوداء من دون رحرح

  فسمعها الناس فلا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين #.

  وروي أن عدة الجيش الظالم كانت أربعين ألفا.

  وروى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # عن عمه سليمان بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم أن الجيش الذين حضروا لقتال الحسين بن علي الفخي @ اسودت وجوههم قاطبة فكانوا يعرفون من بين الناس، فيقال: هذا من الجيش الذين قتلوا الفخي.

  وقبره بفخ عند بستان الديلمي في الزاهر. أمر الإمام المنصور بالله عبد الله ابن حمزة # إلى السيد أبي الحسن قتادة بن إدريس بعمارته فعمر عليه، وعلى الحسن بن محمد قبّة حسنة سنة إحدى وستمائة.


(١) المقاتل ص ٤٥٨.