صفته #:
  الرواية عن جعفر بن محمد، وروى عن أبيه وأخيه محمد، وعن أبان بن تغلب، وروى عنه مخوّل بن إبراهيم، وبكار بن زياد، ويحيى بن مساور، وعمرو(١) بن حماد، وكان قد حضر # القتال مع الحسين بن علي الفخي $، وقاتل قتالا عظيما، وأصيب بنشاب كثير، قال الراوي: حتى صار كالقنفذ لكثرة لزومه فيه. ولما انفصلوا من الوقعة أقام مستترا مدة طويلة يطوف في الآفاق خوفا على نفسه، ووصل صنعاء وأقام بها شهورا، وأخذ علماء صنعاء عنه علما كثيرا مثل يحيى بن زكرياء الصنعاني، ويحيى بن إبراهيم، ثم دخل بلاد الحبشة وخرج منها، وصار إلى بلاد الترك فتلقاه ملكها بالإكرام، وقدم له التحف العظيمة، ودعاه إلى الإسلام فأسلم على يديه سرا(٢).
  وبث يحيى # دعاته في الآفاق فجاءته كتبهم ببيعة مائة ألف فيهم العلماء والفقهاء، فقال يحيى #: لا بد من الخروج إلى دار الإسلام، فنهاه ملك الترك عن ذلك، وقال: إنهم يخدعونك فلا تغترّنّ، فقال يحيى: لا أستخير فيما بيني وبين الله تعالى أن أقيم في بلاد الشرك ومعي مائة ألف مقاتل من المسلمين فخرج إلى بلاد الديلم وقال: إن للديلم معنا خرجة وأرجو أن تكون معي فلم تكن معه #، وإنما كانت مع الناصر للحق #. فلما استقرّ يحيى # في بلاد الديلم وأتاه سبعون رجلا ممن كان قد استجاب له، وبلغ الخبر إلى هارون المسمّى بالرشيد فتبلبل باله، وتغيّرت أحواله، وقطع الخمر، ولبس الصوف، وافترش اللّبود، وتحلى بغير ما يعتاده من العبادة والصلاح لما علا صيت يحيى # في الآفاق، وانتشر ذكره. وكان في الذين بايعوه من عيون(٣) أهل العلم المشهورين: عبد ربه ابن علقمة، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومحمد بن عامر، ومخول بن إبراهيم،
(١) في النسخ: عمر.
(٢) الإفادة ٧٦، وأخبار فخ ١٩٠.
(٣) في (أ): ساقطة: عيون.