الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله # والسبب فيه:

صفحة 353 - الجزء 1

  ثم سمعنا وقعا فإذا نحن به حتى دخل فوقف موقفه، فقال عليّ به، فأخرج ففعل به مثل فعله ذلك، وضربه مائة عصى أخرى، ويحيى يناشده الله، فقال: كم أجريتم عليه؟ فقالوا: رغيفين وأربعة أرطال ماء، قال اجعلوه على النصف. ثم خرج وعاد الثالثة وقد مرض يحيى # وثقل، فلما دخل قال: عليّ به، قالوا:

  هو عليل مدنف لما به، قال: كم أجريتم عليه؟ قالوا: رغيفا ورطلين، قال فاجعلوه على النصف، ثم خرج، فلم يلبث يحيى أن مات فأخرج للناس ودفن.

  وقال ابن عمار في روايته وإبراهيم بن رباح أنه بنى عليه أسطوانة بالرافقة وهو حي. وذكر غيره من علمائنا أنه كان للرشيد بركة فيها أسود يرمي فيها من سخط عليه فتنشط لحمه، فجوّعها ثم رمى بيحيى # إليها فتلقته وبصبصت له وما ضرته وأطلع منهن. وذكر الشيخ أبو الفرج بإسناده عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر بن حفص العمري قال: دعينا لمناظرة يحيى بحضرة الرشيد، فجعل يقول له: يا يحيى اتق الله وعرّفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك، وأقبل علينا فقال: إنّ هذا لم يسمّ أصحابه فكلما أردت أخذ إنسانا يبلغني عنه شيء أكرهه ذكر أنه ممن أمنته، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان؟ أفتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي؟ لا يحل لي هذا. قال: ثم خرجنا ذلك اليوم ودعانا يوما آخر فرأيته أصفر الوجه متغير اللون، فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه، فقال: ألا ترون إليه لا يجيبني، فأخرج للرشيد لسانه وقد صار أسود مثل الحممة يرينا أنه لا يقدر على الكلام، فتغيّظ الرشيد وقال: إنه يريكم أني سقيته السم، وو الله لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا، قال: ثم خرجنا من عنده فلما صرنا في وسط الدار فخرّ على وجهه لآخر ما به.

  وروي أنه # دفع إلى يحيى بن خالد ورقة ثم أمره بأن يسلّمها إلى هارون بعد وفاته، وحرّج عليه ألا يسلمها إلا بعد ذلك فدفعها إلى هارون ففتحتها فإذا فيها: