الإمام إدريس بن عبد الله @
  إخوته وأبوه وجده وأهلوه، فأجيبوا داعي الله فقد دعاكم إلى الله، قال الله تعالى: {وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الأحقاف: ٣٢] أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
  وأنا إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $. رسول الله ÷ وعليّ بن أبي طالب # جدّاي، وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة عمّاي، وخديجة الصديقة وفاطمة ابنة أسد الشّفيقة برسول اللّه ÷ جدّتاي، وفاطمة ابنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليهما سيدة نساء العالمين وفاطمة ابنة الحسين سيدة بنات ذراري النبيئين أمّاي، والحسن والحسين ابنا رسول الله ÷ أبواي، ومحمد وإبراهيم ابنا عبد الله المهدي والزاكي إخواني، فهذه دعوتي العادلة غير الجائرة، فمن أجابني فله ما لي وعليه ما عليّ، ومن أبى فحظه أخطأ، وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة أني لم أسفك له دما، ولا استحللت له محرما ولا مالا، واستشهدك يا أكبر الشاهدين شهادة، واستشهد جبريل وميكائيل أني أول من أجاب وأناب، فلبيك اللهم لبيك مزجي السحاب وهازم الأحزاب، مصير الجبال سرابا بعد أن كانت صما صلابا، أسألك النصر لولد نبيك إنك على ذلك قادر(١).
  فهذه دعوته # وقد أجابه خلق كثير عندها، وكانت له مواقف كثيرة ومحاربات جمّة ظهر فيها على الجنود العباسية وكذلك الخوارج، وروى محمد ابن جرير أن هارون لما بلغه من عامله بأفريقية ظهور إدريس # وقوة جانبه قلق حتى هابته حاشيته، واجتنبوا كلامه خوفا من سطوته، فجاء يحيى بن خالد فأخبروه فجلس من تلقاء رأسه فقال: يا أمير المؤمنين ما لي أراك كئيبا؟ فإن كان ذلك لحدث أو فتق فلم يزل ذلك يقع على الملوك ثم تؤول الأمور إلى المحبوب،
(١) ينظر أخبار فخ ١٧٥ - ١٨١.