الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

الإمام إدريس بن عبد الله @

صفحة 359 - الجزء 1

  وإن كان لأمر تفديك فيه نفوسنا وأموالنا فهي لك الفداء، وإن كان لأمر لا تكفي فيه نفوسنا وأموالنا فنسأل الله كفايته، فقال: إن عاملي بأفريقية ألطف إليّ في كتابه - وقصّ قصة إدريس # - وقد علمت ما بيننا وبين الطالبية، والله ما هو إلا ظهورهم وكان الفناء، فقال: ليطب عيش أمير المؤمنين فإني أكفيه أمر إدريس ولا يعرف هلاكه إلا مني فطابت نفس هارون، واستعمل سما وأمر به قيل: مع سليمان بن جرير، وقيل: مع رجل أمره أن يتزيّا بزي اليهود إذا صار في المغرب، وقيل: مع المزين، وعلى اختلاف الروايات قد صح سمّه #.

  وقال بعض الشعراء من الموالين لبني العباس:

  أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخليفة أو يقيك فرار

  فليدركنّك أو تحل ببلدة ... لا يهتدي فيها إليك نهار

  إن السيوف إذا انتضاها شخصه ... طالت وتقصر دونها الأعمار

  ملك كأن الموت يتبع أمره ... حتى يقال تطيعه الأقدار⁣(⁣١)

  وولد إدريس # إدريس بن إدريس، وكان من سادات العترة $، وولده إدريس المثلث #، وله عقب بالمغرب.


(١) مقاتل الطالبين ٤٩٠ والمصابيح ٥١١.