بيعته # والسبب فيها ونبذ من سيرته:
  ذكر منهم، فذكر له علي بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن الحسين، وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، فأما علي بن عبيد الله فإنه كان مشغولا بالعبادة لا يصل إليه أحد ولا يأذن له.
  وأما عبد الله بن موسى فكان خائفا مطلوبا لا يلقاه أحد، وأما محمد بن إبراهيم فإنه كان يقارب الناس ويكلّمهم في هذا الشأن فأتاه نصر بن شبيب فدخل إليه، وذاكره مقتل أهل بيته وغصب الناس إياهم حقوقهم، وقال: حتى متى توطّئون بالخسف وتهتضم شيعتكم وينزى على حقكم؟ فأكثر من القول في هذا المعنى إلى أن أجابه محمد بن إبراهيم وأوعده لقاءه بالجزيرة وانصرف الحاج، ثم خرج محمد بن إبراهيم إلى الجزيرة ومعه نفر من أصحابه وشيعته حتى قدم على نصر بن شبيب للموعد فجمع نصر إليه أهله وعشيرته وعرض عليهم ذلك، فأجابه بعضهم وامتنع عليه بعض، وكثر القول فيهم والاختلاف حتى تواثبوا وتضاربوا بالنعال والعصي، وانصرفوا على ذلك، ثم خلا بنصر بعض بني عمه وأهله فقالوا له: ما ذا صنعت بنفسك وأهلك؟ أتراك إذا فعلت هذا الأمر ونابذت السلطان يدعك وما تريد؟ لا والله بل يصرف همه إليك وكيده فإن ظفر بك فلا بقاء بعدها، وإن ظفر صاحبك وكان عادلا كنت عنده بمنزلة رجل من أفناء أصحابه، وإن كان على غير ذلك فما حاجتك إلى تعريض نفسك وأهلك وأهل بلدك لما لا قوام لهم به، وأخرى إن أهل هذا البلد جميعا أعداء لآل أبي طالب فإن أجابوك الآن طائعين فرّوا عنك غدا منهزمين إذا احتجت إلى نصرتهم على أنك إلى خلافهم أقرب منك إلى إجابتهم ثم تمثل:
  وأبذل لابن العم نصحي ورأفتي ... إذا كان لي بالجهر في الناس مكرما
  فإن راغ عن نصحي وخالف مذهبي ... قلبت له ظهر المجن ليندما