الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 364 - الجزء 1

  فبكى بكاء شديدا وقال: أنت والله وأشباهك يخرجوني غدا حتى يسفك دمي ونفذت بصيرته في الخروج.

  وأقبل أبو السرايا لموعده على طريق البر حتى ورد عين التمر في فوارس معه جريدة لا راجل فيهم، وأخذ النهرين حتى ورد نينوى، فجاء إلى قبر الحسين ~، قال نصر بن مزاحم: فحدثني رجل من أهل المدائن، قال:

  إني لعند قبر الحسين بن علي @ في تلك الليلة، وكانت ليلة ذات ريح ورعد ومطر إذا بفرسان قد أقبلوا فترجّلوا ودخلوا إلى القبر فسلّموا وأطال رجل منهم الزيارة ثم جعل يتمثل بأبيات منصور النمري:

  نفسي فداء الحسين يوم غدا ... إلى المنايا غدو لا قافل

  ذلك يوم أنحى بشفرته ... على سنام الإسلام والكاهل

  كأنما أنت تعجبين ألا ... ينزل بالقوم نقمة العاجل

  لا يعجل الله إن عجلت وما ... ربك عمّا ترين بالغافل

  مظلومة والنبي والدها ... تدير أرجاء مقلة حافل

  ألا مساعير يغضبون لها ... بسلّة البيض والقنا الذابل

  قال: ثم أقبل عليّ وقال: ممن الرجل؟ قال: قلت رجل من الدّهاقين من أهل المدائن، فقال: سبحان الله! يحن الولي إلى وليه كما تحن الناقة إلى حوارها، يا شيخ أما إنّ هذا موقف يكثر لك عند الله شكره ويعظم أجره، ثم وثب فقال:

  من كان هاهنا من الزيدية فليقم إليّ، فوثبت إليه جماعات من الناس فدنوا منه، فخطبهم خطبة طويلة ذكر فيها أهل البيت وفضلهم وما خصوا به، وذكر فعل الأمة وظلمها لهم، وذكر الحسين # فقال: أيها الناس هبكم لم تحضروا الحسين فتنصروه، فما يقعدكم عمن أدركتموه ولحقتموه، وهو غدا خارج طالب بثأره وحقه وتراث آبائه وإقامة دين الله، وما يمنعكم من نصرته ومؤازرته، إني خارج من وجهي هذا إلى الكوفة، والقيام بأمر الله والذب عن دينه والنصر لأهل