الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 366 - الجزء 1

  لك القرآن قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦] وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن علقمة.

  قال أبو الفرج⁣(⁣١): ووجه محمد بن إبراهيم إلى الفضل بن العباس بن عيسى ابن موسى رسولا يدعوه إلى بيعته ويستعين به في سلاح وقوة، فوجد الفضل بن العباس قد خرج عن البلد، وخندق حول داره وأقام مواليه في السلاح للحرب، فأخبر الرسول محمدا بذلك وأنفذ محمد أبا السرايا إليهم، وأمره أن يدعوهم ولا يبدأهم بقتال، فلما صار إليهم تبعه أهل الكوفة كالجراد المنتشر، فدعاهم فلم يصغوا إلى قوله، ولم يجيبوا إلى دعوته، ورموا بالنشاب من خلف الستور فقتل رجل من أصحابه أو جرح، فوجه به إلى محمد بن إبراهيم فأمره بقتالهم فقاتلهم، وكان على السور خادم أسود واقف بين شرفتين يرمي لا يسقط له سهم، فأمر أبو السرايا غلامه أن يرميه فرماه بسهم فأثبته بين عينيه فسقط الخادم على أم رأسه، إلى أسفل وفرّ موالي الفضل بن العباس كلهم فلم يبق منهم أحد وفتح الباب فدخل أصحاب أبي السرايا ينتهبونها ويخرجون خير المتاع منها، فلما رأى ذلك أبو السرايا حضره ومنع أحدا من الخروج أو يأخذ ما معه ويفتشه، فأمسك الناس عن النهب قال: فسمعت أعرابيا يرتجز ومعه تخت فيه ثياب ويقول⁣(⁣٢):

  ما كان إلا ريث زجر الزّاجرة ... حتى انتضيناها سيوفا باتره

  حتى علونا في القصور القاهرة ... ثم انقلبنا بالثياب الفاخرة

  قالوا: ومضى الفضل بن العباس، فدخل على⁣(⁣٣) الحسن بن سهل فشكا إليه ما انتهك منه فوعده النصرة والغرم والخلف، ثم دعا بزهير بن المسيب فضم إليه الرجال، وأمدّه بالأموال، وندبه إلى المسير نحو أبي السرايا، وأن يودعه من وقته


(١) المقاتل: ٥٢٤.

(٢) في (ج): وهو يقول.

(٣) في (أ): حتى دخل.