أولاده #:
  وحمل محمد بن محمد إلى خراسان فأقيم بين يدي المأمون وهو جالس في مستشرف له، ثم صاح الفضل بن سهل: اكشفوا رأسه فكشفوا رأسه فجعل المأمون يتعجب من حداثة سنه، ثم أمر له بدار فأسكنها وجعل له فيها فرش وخادم، فكان فيها على سبيل الاعتقال والتوكيل، فأقام على ذلك مدة يسيرة يقال: إن مقدارها أربعون يوما، ثم دست إليه شربة، فكان يختلف كبده وحشوته حتى مات، وتوفى | وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقبره بمرو.
  ونظر في الدواوين فوجد من قتل من أصحاب السلطان في وقائع أبي السرايا مأتي ألف رجل. وروى الشيخ أبو الفرج بإسناده عن إبراهيم بن سلمة المقرئ قال: كنت واقفا مع أبي السرايا على القنطرة ومحمد بن محمد بصحراء إنبر، فجاءه رجل دسّه هرثمة، فقال له: إن المسودة قد دخلت في جانب الجسر، وأخذ محمد بن محمد، وإنما أراد أن يتنحى عن موضعه، فلما سمع بذلك ولّى بوجه فرسه نحو صحراء إنبر، وأقبل هرثمة حتى دخل الكوفة، وبلغ إلى موضع يعرف بدار الحسن، وصار أبو السرايا إلى الموضع فوجد محمدا قائما على المنبر يخطب، فعلم أنها حيلة فكرّ راجعا ومعه رجل يقال له: مسافر الطائي وكان من بني شيبان إلا أنه نزل في قبائل طي فنسب إليهم، فحمل على المسودة فهزمهم حتى ردهم إلى مواقفهم، وجاءه رجل فقال له: إن جماعة منهم قد كمنوا لك في خرابة هاهنا، فقال: أرنيهم، فأراه الخرابة فدخل إليهم فأقام طويلا، ثم خرج يمسح سيفه، وينفض علق الدم عن نفسه، ومضى لوجهه نحو هرثمة، فدخلت فإذا القوم صرعى، وخيلهم يثب بعضها على بعض، فعددتهم فإذا هم مائة رجل أو مائة رجل إلا رجلا(١).
  وللقاسم بن إبراهيم يرثي أخاه محمد بن إبراهيم (@) رواه الشيخ أبو الفرج(٢):
(١) ينظر مقاتل الطالبين ٥٣٤ - ٥٣٦، ٥٤٢ - ٥٥٠.
(٢) المقاتل ص ٥٥٣.